============================================================
مقالات البلخي ويقال لهم: إن جاز ألا يرتفع العلم وقد تم النظر فلم لا يجوز أن يرتفع الاحتراق بعد الجمع بين النار والحلفاء؟ وما أنكرثم أن يكون الأخير أو مما جرت العادة بحدوثه بعد الجمع بين الثار والحطب، وقد يجوز غير ذلك.
ويسألون في هوي الحجر وإرساله، وذهاب الشهم وإطلاقه عن مثل هذا السؤال.
ويقال لهم: إذا جاز أن يرتفع العلم بالغائب بعد تمام النظر في دليله؛ فلم لا يجوز ارتفاغ العلم بالحاضر بعد مقابلة الحاسة إياه ووقوعها عليه؛ لأن طريق العلم بالغائب النظر في دليله بغيبته، وطريق العلم بالحاضر مقابلية والاتصال به؟ فإن جاز أن يرتفع العلم بالغائب بعد النظر جاز أن يرتفع العلم بالحاضر بعد مقابلة الحاسة واتصالها.
ويقال لهم: إن كان القول كما تقولون فقد كان يجوز أن تجري العادة بحدوث العلم في قلوبكم بعد الأكل لما جرث بعد النظر حتى يكون الأكل في ذلك بمنزلة النظر والفكر والاستدلال يومنا هذا، وحتى لا يكون النظر والفكز أحق بالقريب من العلم من الأكل.
فإن قالوا كذلك نقول: فما أقرب هذا من الشوفسطائيةا ويقال لهم: الفصل بينكم وبين من زعم أنه لولا العادة لم تكن إرادة الحركة أولى بايجابها من إرادة الشكون ومن الشم والذوق.
ويقال لهم: أكان يجوز أن تجري العادة بحدوث العلم بالأشخاص الكثيفة الحاضرة بعد الغض للبصر وإطراق الجفن كما جرث بحدوثه بعد الفتح؟
Página 566