============================================================
مقالات البلخي لا يجوز يصح الأدنى ويفسد الأعلى، فإذا كان الفساد واقعا فهو في المتأخر دون المتقدم.
قال: ويقال لمن أراد إبطال النظر وحجة العقل: إن زعم أن العلم يحدث في القلوب بصحة المذاهب وفسادها من غير نظر، إلا أن العادة قد جرث بأنه لا يحدث إلا بعقب نظر؛ ليس لأن غير ذلك محال، ولكن لأن العادة هكذا جرت. أليس العادة أيضا لم تجر بارتفاع العلم من قلوب الأصخاء بوجودهم ووجود ما يحضرهم من الأجسام الكثيفة، لا بأمور تدخل عليهم، فكان ما يجوز أن يرتفع من قلوبهم ما قد جرث عليه العادة بأن لا يرتفع إلا بآفة.
فإن قالوا: لا؛ قيل: وكذلك يجوز وقوغ العلم بصحة المذاهب التي قد جرت العادة الا تقع إلا بنظر مع عدم النظر لأن نعلم وجوده بتقدم النظر، كعلو ارتفاع العلم بأتفسهم وبما حضرهم بوجود الآفة. فإن جاز غير المعقول في أحدهما جاز مثله في الآخر.
وان قالوا: نعم؛ تجاهلوا وقيل لهم: فقد يجوز أن يحدث العلم بحقيقة المذاهب دون غيرها، أو يكون العلم بوجود الأنفس والحاضر من الأجسام مرتفعا؛ لأن وجود العلم بحقيقة المذاهب مع فقد علم المشاهدة لوجوده مع فقد النظر: فإن قالوا: تعم فقد جوزوا أن يعرف الإنسان وجود الحركة وأنها تبقى، وهو لا يعرف نفسة، ولا ما بحضرته من الأجسام.
فإن قالوا: ليس يعقل أن يكون الإنسان عالما بغيره غير عالم بنفسه؟
قيل لهم: ولا يعقل أن يكون عالما بالغائب بغير استدلال عليه.
Página 564