كما يربى غيره من المريدين، ويؤمن بخصوصيته كما يؤمن بها من شاء الله من المؤمنين
وهو معزول عن معرفة حقائق علومه الربانية ومقاماته العلوية ، لأن ذلك كله
من الأسرار الغيبية والعلوم المكنونة الحقيقية ، التي لا تطلع عوالم المظاهر - منها - إلا
على ظواهر آثارها ، ولا تشهد وجودات الظلال إلا أشعة أنوارها.
وقال رضي الله عنه : أهل التحقيق والعنايات وعلي الدرجات ، يحتسبون في السراء كما
يحتسبون في الضراء ، لأنها عندهم من المصيبات ، لأن النعم مع الحجاب نوع من أنواع
العذاب، كما قال بعضهم.
اللهم إني أحتسب عندك حياتي، وما اشتملت عليه حياتي، لأنها من بعض
ضرائي ومصيباتي، وأحتسب عندك مماتي، وما قطعني عنه مماتي من ذكري إياك
بتوفيقك، وما كان ممكنا أن تمن علي به من طاعتي وجميع قرباتي.
Página desconocida