بحسنها، وولده يطلب الانفصال إلى الوجود الخارجي بواسطتها، وهو لا يلتذ بشهوته
ولا بظهور ولده حتى يجد قابلا، ولا يستطيع إرادة ذلك حتى يتهيأ قابله لذلك.
كذلك : العالم الرباني، العلم والحكمة والنور كل ذلك في قلبه مستور ، لا يلتذ
بوجوده ولا ينعم بشهوده حتى يجد لذلك قابلا، فهو غني عن غيره بما وجد في سر
قلبه، لكنه محتاج إلى ظهوره، ومفتقر إلى من يظهر عليه إشراق نوره، فيدير، ويسقي
يشرب، ويغني، ويطرب، ويطرب
فلهذا : اختار العالم الرباني الجلوس [لعموم] الناس والحضور لسائر الأجناس ،
50
فتراه يفر من الخلوات ويشتاق إلى المحاضرات، ليلتذ بظهور أنواره ، ويمنع - بواسطة
السامعين - مجاذبة أسراره .
Página desconocida