والعقل نوعان: نوع وكل بالنفس، ليسكن هيجان شرهها في تناول مطالبه
الدنيوية، ويحصل بوجوده اعتدالها في تصرفات مآربها الشهوانية، وهو العقل الطبيعي
39
الذي بوجوده تسمى الإنسان عاقلا، واستكمال أوائله عند بلوغ سن الاحتلام، وهو
مناط التكليف ، وهو قيد الإسلام في سلوك سبيل دنياه ، ويتبع المزاج الإنسان اعتدالا
وانحرافا.
ونوع آخر يتحسس به القلب عند حجابه، وشغله بعالم شهادة، وغلبة أوصاف
النفس عليه، فيتوصل به إلى تعرف الحقائق الغيبية، وينشق بواسطته أرايج نسيم
العوالم القدسية، ويرسله بريدا إليها لينقل إليه من أخبارها، ويستصحب له منها شيئا
من ثمارها وأزهارها، لأنه - عند حجاب القلب عن شهود غيبه - قاصد يتوصل،
Página desconocida