Ojos de las noticias en las capas de los médicos

Ibn Abi Usaybica d. 668 AH
52

Ojos de las noticias en las capas de los médicos

عيون الأنباء في طبقات الأطباء

Investigador

الدكتور نزار رضا

Editorial

دار مكتبة الحياة

Ubicación del editor

بيروت

ويحكى أَنه أول من قَالَ إِن أَمْوَال الأخلاء مشاعة غير مقسومة وَكَانَ يحافظ على صِحَة الأصحاء وَيُبرئ المسقومي الْأَبدَان وَكَانَ يُبرئ النُّفُوس الآلمة مِنْهَا بالتكهن وَمِنْهَا بالألحان الآلهية الَّتِي كَانَ يحيي بهَا آلام الْبدن وَكَانَ يَأْمر بأَدَاء الْأَمَانَة فِي الْوَدِيعَة لَا المَال فَقَط والكلمة المستودعة المحقة وَصدق الْوَعْد وَذكر فرفوريوس فِي الْمقَالة الأولى من كِتَابه فِي أَخْبَار الفلاسفة وقصصهم وآرائهم حكايات عَجِيبَة ظَهرت عَن فيثاغورس مِمَّا تكهن بِهِ وَمن أخباره بمغيبات سَمِعت مِنْهُ وشوهدت كَمَا قَالَه كَلِمَات حكمِيَّة وَكَانَ يرمز حكمته ويسترها فَمن الغازه أَنه كَانَ يَقُول لَا تَعْتَد فِي الْمِيزَان أَي اجْتنب الإفراط وَلَا تحرّك النَّار بالسكين لِأَنَّهَا قد حميت فِيهَا مرّة أَي اجْتنب الْكَلَام المحرض عِنْد الغضوب المغتاظ وَلَا تجْلِس على قفيز أَي لَا تعش فِي البطالة وَلَا تمر بغياض الليوث أَي لَا تقتد بِرَأْي المردة وَلَا تعمر الخطاطيف الْبيُوت أَي لَا تقتد بأصحاب الطرمذة والبقبقة من النَّاس غير المالكين لألسنتهم وَأَن لَا يلقِي الْحمل عَن حامله لَكِن يعان على حمله أَي لَا يغْفل أحد أَعمال نَفسه فِي الْفَضَائِل فِي الطَّاعَات وَأَن لَا تلبس تماثيل الْمَلَائِكَة على فصوص الخواتيم أَي لَا تجْهر بديانتك وَتَدَع أسرار الْعُلُوم الإلهية عِنْد الْجُهَّال قَالَ الْأَمِير المبشر بن فاتك كَانَ لفيثاغورس أَب اسْمه منيسارخوس من أهل صور وَكَانَ لَهُ أَخَوان اسْم الْأَكْبَر مِنْهُمَا أونوسطوس وَالْآخر طورينوس وَكَانَ اسْم أمه بوثايس بنت رجل اسْمه أجقايوس من سكان ساموس وَلما غلب على صور ثَلَاثَة قبائل ليمنون ويمقرون وسقرون واستوطنوها وجلا أَهلهَا مِنْهَا جلا وَالِد فيثاغورس فِيمَن جلا وَسكن الْبحيرَة وسافر مِنْهَا إِلَى ساموس ملتمسا كسبا وَأقَام بهَا وَصَارَ فِيهَا مكرما وَلما سَافر مِنْهَا إِلَى أنطاكيا أَخذ فيثاغورس مَعَه ليتفرج عَلَيْهَا لِأَنَّهَا كَانَت نزهة جدا كَثِيرَة الخصب وَذكروا أَن فيثاغورس إِنَّمَا عَاد إِلَيْهَا فسكنها لما رأى من طيبها أول مرّة وَلما جلا منيسارخوس عَن صور سكن ساموس وَمَعَهُ أَوْلَاده أونوسطوس وطورينوس وفيثاغورس فتبنى أندروقلوس رَئِيس ساموس فيثاغورس وكفله لِأَنَّهُ كَانَ أحدث الْأُخوة وأسلمه من صغره فِي تَعْلِيم الْآدَاب واللغة والموسيقى فَلَمَّا التحى وَجه بِهِ إِلَى مَدِينَة ميليطون

1 / 63