- غزو أرمينية وآذربيجان (١) (سنة ٢٥ هـ/ ٦٤٦ م):
قلنا إن الوليد بن عقبة تولى مكان سعد بن أبي وقاص في الكوفة فعزل عتبة بن فرقد عن آذربيجان، وكان أميرًا عليها لعمر بن الخطاب. وروى الطبري أنه كان بالرَّيِّ وآذربيجان ١٠،٠٠٠ مقاتل من أهل الكوفة ٦٠٠٠ بآذربيجان، و٤٠٠٠ بالري، وكان بالكوفة ٤٠. ٠٠٠. فنقض أهل أرمينية وآذربيجان الصلح بعد أن عزل الوليد عتبة ابن فرقد فغزاهم الوليد.
فدعا سلمان بن ربيعة الباهلي (٢)، فبعثه أمامه مقدمة له، وخرج الوليد في جيش وهو يريد التوغل في أرض أرمينية فمضى حتى دخل آذربيجان.
وبعث عبد اللَّه بن شُبْيل بن عوف الأحمسي في ٤٠٠٠ فأغار على أهل موقان والببر والطيلسان ورجع إلى الوليد.
ثم صالح الوليد أهل آذربيجان على ٨٠٠. ٠٠٠ درهم، وذلك هو الصلح الذي كانوا صالحوا ⦗٥٨⦘ عليه حذيفة بن اليمان (٣) سنة ٢٢ هـ بعد موقعة نهاوند بسنة، ثم إنهم حبسوها عند وفاة عمر. فلما هزمهم الوليد وصالحهم قبض منها المال وبث فيمن حولهم من الأعداء الغارات.
ولما عاد عبد اللَّه بن شبيل من غارته بعث سلمان بن ربيعة الباهلي إلى أرمينية في ١٢٠٠٠، فهزمهم (٤) .
_________
(١) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٢/ص ٤٧٧، حدثت تغييرات في حدود أرمينية لما طرأ عليها من التقلبات، فحدودها القديمة من جهة الشرق: بحر الخزر، وبلاد العجم، والجنوب: أشورية، وما بين النهرين، وأرض السريان، وكيليكية، والغرب: آسيا الصغرى، والشمال: البحر الأسود، وكرجستان، وأفغانستان، وكانت سابقًا تمتد نحو جبال القوقاز، وتتصل بها من الجهة الشمالية وإلى بحر قزوين.
(٢) هو سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة، أبو عبد اللَّه، الباهلي، صحابي، متوفى سنة ٣٠ هـ، من القادة القضاة شهد فتوح الشام، والقادسية، سكن العراق، استقضاه عمر على الكوفة، قال ابن قتيبة في المعارف: "هو أوَّل قاضٍ قضى لعمر بن الخطاب بالعراق" وقال أيضًا: "قُتل في بلنجر، من أرض الترك أو من أرمينية، ويقال: إن عظامه عند أهل بلنجر، في تابوت، إذا احتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به، فسقوا". ثم وَلِيَ غزو أرمينية في زمن عثمان، واستشهد فيها. للاستزادة راجع: الإصابة ج ٢/ص ١٨٥، تهذيب التهذيب ج ٤/ص ٢٢٠، تهذيب الكمال ج ١/ص ٣٣٨، تقريب التهذيب ج ١/ص ٢٨٥، خلاصة تهذيب الكمال ج ١/ص ١١١، المعارف ١٨٥، الكاشف ج ١/ص ٢٨٥، تاريخ البخاري الكبير ج ٤/ص ١١٧، الجرح والتعديل ج ٤/ص ٢٦٦، طبقات ابن سعد ج ٦/ص ٣٠٨، البداية والنهاية ج ٧/ص ٢٠٥، الثقات ج ٤/ص ٢٢٨.
(٣) هو حذيفة بن حُسَيْل، ويقال حِسْل بن جابر العبسي، أبو عبد اللَّه، واليمان لقب حسل، صحابي، من الولاة الشجعان الفاتحين، كان صاحب سر النبي ﷺ في المنافقين، لم يعلمهم أحد غيره، ولما ولي عمر سأله: أفي عمَّالي أحد من المنافقين؟ فقال: نعم، واحد. فقال: من هو؟ قال: لا أذكره، وحدث حذيفة بهذا الحديث بعد حين فقال: وقد عزله عمر كأنَّما دَل عليه. كان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة، فإذا حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإلا لم يصلِّ عليه، ولاه عمر المدائن بفارس، له مشاهد، توفي سنة ٣٦ هـ. للاستزادة راجع: تهذيب الكمال ج ١/ص ٢٣٨، تهذيب التهذيب ج ٢/ص ١٥٦، خلاصة تهذيب الكمال ج ١/ص ٢٠١، الكاشف ج ١/ص ٢١٠، أُسد الغابة ج ١/ص ٤٦٣، الإصابة ج ٢/ص ٤٥، تجريد أسماء الصحابة ج ١/ص ١٢٥، الاستيعاب ج ١/ص ٣٣٤، حلية الأولياء ج ١/ص ٢٧٠، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢/ص ١٥٢، صفة الصفوة ج ١/ص ٢٤٩.
(٤) ابن كثير، البداية والنهاية ج ٧/ص ١٥٠.
1 / 57