Uthman Ibn Affan: entre el califato y el reino
عثمان بن عفان: بين الخلافة والملك
Géneros
ولبني عبد الدار الحجابة واللواء والندوة.
وكان هاشم أكبر إخوته فولي السقاية والرفادة. فلما تقدمت به السن خيل لابن أخيه أمية بن عبد شمس أنه قدير على منافسته بأن يطعم قريشا في موسم الحج مثلما يطعمها هاشم، لكنه عجز فعيره الناس بعجزه، فخرج إلى الشام فأقام بها عشر سنين. يقول المقريزي: «فكان هذا أول عداوة بين بني هاشم وبني أمية.»
4
بقيت هذه العداوة يرثها الأبناء عن الآباء. كانت العرب تحترم الجوار، فإذا أجار العربي رجلا أصبح بمأمن من أن يعتدي عليه أحد. وكان هذا عرفا محترما بينهم كل الاحترام. مع ذلك آذى حرب بن أمية عبد المطلب بن هاشم جد النبي في يهودي كان في جوار عبد المطلب، فما زال حرب بن أمية يغري به حتى قتله وأخذ ماله .
وظل التنافس متصلا بين بني أمية وبني هاشم، فلما بعث النبي كان بنو أمية أشد الناس عداوة له وتأليبا عليه، وكانت منافستهم بني هاشم أكبر باعث لهم على ذلك.
تجسس سليمان بن حرب والأخنس بن شريق وأبو الحكم بن هشام على الرسول ثلاث ليال، فسمعوا من وراء حجاب ما يتلو محمد من القرآن. وذهب الأخنس إلى أبي جهل في بيته وسأله: «يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟» فكان جواب أبي جهل: «ماذا سمعت؟! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذا؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه!»
وكان أبو سفيان بن حرب بن أمية زعيم الذين حاربوا محمدا. كان ذلك دأبه ومحمد بمكة ثم ظل ذلك دأبه بعد أن هاجر رسول الله إلى المدينة. وحسبك أن تذكر أنه كان على رأس قريش في غزوة أحد. فلما انتصرت قريش صاح: «يوم بيوم بدر والموعد العام المقبل.» وكان على رأس الأحزاب في غزوة الخندق، وكان قبل أحد وبعد الخندق يحرض على محمد ويدعو إلى قتله، فلما سار النبي لفتح مكة وخرج أبو سفيان ورأى أنه لا قبل لأهل مكة بلقاء المسلمين، استجار العباس بن عبد المطلب فأجاره وذهب به إلى ابن أخيه فسأل رسول الله أبا سفيان: أما آن لك أن تعلم أني رسول الله؟ فكان جواب أبي سفيان: «بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك، أما هذه ففي النفس منها شيء.»
5
ورأى بعد هذا الجواب أنه مقتول إن لم يسلم، فأسلم فرارا من القتل لا إيمانا بالله ورسوله، وبعد الفتح أسلم أهل مكة جميعا ومن بينهم بنو أمية، وكانوا أكثر قبائلها عددا وأعزها نفرا.
ولقد بقي التعصب للقبيلة آخذا بنفس أبي سفيان بعد إسلامه وإسلام بني أمية، وإن أعجزته قوة رسول الله وقوة الإسلام عن أن يبدي ما في نفسه، فلما توفي رسول الله وبويع أبو بكر ظن الفرصة سانحة لإلقاء بذور الفتنة. روي أنه أقبل بعد اجتماع البيعة لأبي بكر، وهو يقول:
Página desconocida