ذلك إليك. ولكن كيف تريد أن أجيئك بهذه الترضية يا سيدي؟ أتبتغي مني شاهدا يقف جامدا مفتوح الفم يتفرس فيها وهي مع الرجل؟
عطيل :
موت وهلاك. أواه.
ياجو :
يصعب علينا فيما أظن أن نحتال عليهما بحيث يؤخذان على هذا الشكل، بل من المستحيل أن يراهما على فراش واحد غير الشيطان. وعلى هذا ... فما تكون الترضية حيث لا يحتمل، يظهرا لأحد بهذا المظهر ولو كانا أفسق من تيسين وأحمى من قردين وأشد قحة في البهيمية من ذئبين وأقل احتراسا وحذارا من غبيين مخمورين. أما إذا كان الاستنتاج من وقائع واضحة الدلالة موصلة إلى أبواب الحقيقة كافيا لما تشاء من الترضية فالترضية بين يديك.
عطيل :
أعطني برهانا حسيا أنها زانية.
ياجو :
قبحت من خدمة. ولكن بما أنني جريت هذا الشوط البعيد في المكاشفة مندفعا بدافع الجنون الذي ابتلتني به الصداقة والنزاهة فإنني لأزيدك بيانا: كنت بائتا منذ ليال مع كاسيو وبي ألم في الأسنان أرقني لشدته فلما انقضى الهزيع الأول تبينت أن كاسيو يرى حلما. ومن الناس أفراد خلقت نفوسهم على غير الكتمان فيذكرون شؤونهم في منامهم ... ومنهم صاحبي. سمعته يقول وهو مستغرق في رؤياه: «حبيبتي الجميلة ديدمونه لنكن حذرين ولنخف غرامنا». وحينئذ يا سيدي أمسك بيدي يشدها ويصيح: «يا لك من حسناء شهية» ثم طفق يلثمني بقوة كأنه كان يود أن يقتلع القبل النابتة على شفتيها من أصولها، ثم ألقى بساقه على فخذي وتنهد واعتنقني ثم صاح: «لعن الله الحظ الذي وهبك للمغربي».
عطيل :
Página desconocida