174

Cuqud Durriyya

العقود الدرية

Investigador

محمد حامد الفقي

Editorial

دار الكاتب العربي

Número de edición

الأولى

Ubicación del editor

بيروت

أُمُور عَظِيمَة جَازَت حد الْقيَاس وَخرجت عَن سنَن الْعَادة وَظهر لكل ذِي عقل من تأييد الله لهَذَا الدّين وعنايته بِهَذِهِ الْأمة وَحفظه للْأَرْض الَّتِي بَارك فِيهَا للْعَالمين بعد أَن كَاد الْإِسْلَام أَن وكر الْعَدو كرة فَلم يلوعن وخذل الناصرون فَلم يلووا على وتحير السائرون فَلم يدروا من وَلَا إِلَى وانقطعت الْأَسْبَاب الظَّاهِرَة وأهطعت الْأَحْزَاب الْقَاهِرَة وانصرفت الفئة الناصرة وتخاذلت الْقُلُوب المتناصرة وَثبتت الفئة الناصرة وأيقنت بالنصر الْقُلُوب الطاهرة واستنجزت من الله وعده الْعِصَابَة المنصورة الظَّاهِرَة فَفتح الله أَبْوَاب سمواته لجنوده الْقَاهِرَة وَأظْهر على الْحق آيَاته الباهرة وَأقَام عَمُود الْكتاب بعد ميله وَثَبت لِوَاء الدّين بقوته وَحَوله وأرغم معاطس أهل الْكفْر والنفاق وَجعل ذَلِك آيَة للْمُؤْمِنين إِلَى يَوْم التلاق فَالله يتم هَذِه النِّعْمَة بِجمع قُلُوب أهل الْإِيمَان على جِهَاد اهل الطغيان وَيجْعَل هَذِه الْمِنَّة الجسيمة مبدأ لكل منحة كَرِيمَة وأساسا لإِقَامَة الدعْوَة النَّبَوِيَّة القويمة ويشفي صُدُور الْمُؤمنِينَ من أعاديهم ويمكنهم من

1 / 190