168

Cuqud Durriyya

العقود الدرية

Investigador

محمد حامد الفقي

Editorial

دار الكاتب العربي

Número de edición

الأولى

Ubicación del editor

بيروت

﴿وَمِنْهُم من ينْتَظر﴾ قَضَاءَهُ إِذا كَانَ قد وفى الْبَعْض فَهُوَ ينْتَظر تَمام الْعَهْد وأصل الْقَضَاء الْإِتْمَام والإكمال ﴿ليجزي الله الصَّادِقين بصدقهم ويعذب الْمُنَافِقين إِن شَاءَ أَو يَتُوب عَلَيْهِم إِن الله كَانَ غَفُورًا رحِيما﴾ بَين الله سُبْحَانَهُ أَنه أَتَى بالأحزاب ليجزي الصَّادِقين بصدقهم حَيْثُ صدقُوا فِي إِيمَانهم كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرَسُوله ثمَّ لم يرتابوا وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم فِي سَبِيل الله أُولَئِكَ هم الصادقون﴾ فحصر الْإِيمَان فِي الْمُؤمنِينَ الْمُجَاهدين وَأخْبر انهم هم الصادقون فِي قَوْلهم آمنا لَا من قَالَ كَمَا قَالَت الْأَعْرَاب آمنا وَالْإِيمَان لم يدْخل فِي قُلُوبهم بل انقادوا واستسلموا وَأما المُنَافِقُونَ فهم بَين امرين إِمَّا أَن يعذبهم وَإِمَّا أَن يَتُوب عَلَيْهِم فَهَذَا حَال النَّاس فِي الخَنْدَق وَفِي هَذِه الْغَزْوَة وَأَيْضًا فَإِن الله تَعَالَى ابتلى النَّاس بِهَذِهِ الْفِتْنَة ليجزي المصادقين بصدقهم وهم الثابتون الصَّابِرُونَ لينصروا الله وَرَسُوله ويعذب الْمُنَافِقين إِن شَاءَ أَو يَتُوب عَلَيْهِم

1 / 184