Bahía de Cunwan

Shubrawi d. 1171 AH
71

Bahía de Cunwan

Géneros

![image filename](./1171Shubrawi.CunwanBayan.pdf_page_166.png)

فبينما الأمير في دولته، والعزيز فى عزته، والحاكم فى سطوة حكمه، والملك فى قوة عزمه، إذ هي مجمث عليه بالحوادث، وأوصلته المصائب والنوائب، ولا تبالى من أجنادآه، ولا من عشرات المحدقين به، ولا تستحي من أحيابه وهم حوله جلوس1 ولا تراعي لكيرة الخادمين إليه، وعصبة العبيد اثواقفين بين پديه، ولا تكرم لأحه من أصحايه، والذين يألفونه من أحبابه، وهم پها مسرورون.

فما تراها إلا هدمت جداره، وأخربث بيته، وقلقلت نساءه، وسلبت قراره، ونزعث روحه من جسده، وأخرجثه فارغا من كل شيء كان مالكه في قبضة يده، وأورئثه الحسرة على ماله وأولاده، فيبهث ويندهش ويحتار في عقله وفكرته، ويذكرها وفاءها له، فلا يرى منها غير الإعراض والإدبار، يصيح ويستغيث فلا يجد من يغيث، وأعز اصحابه يسلمه للموت، ويسرع أهله وخدامهآ وأولاده للموارثة في متاعه.

ولا ينفعه في هذا الحادث أعز أصحابه، ولا أحد يقدر يرد عنه مصابه الذي جرى له، والذي كان يظهر له أنه أعز من أبيه وأشفق من أمه، فيندم عليه أحد (2) الندم، ولا ينفعه شيء، ويصير إلى المقابر رمة من الرمم، وبعد ذلك يحاسب على القير والقطمير، وذلك الجمع لا ينفعه منه لا قليل ولا كثير، ويقتسم أعداؤهآ أمواله، وعياله تتزوج، وينساهآ جميع الناس، والذين يأخذون أمواله لا يترحمون عليه، ولا يحصل بعد تلك الدوالة وكثرة الأموال إلا على الوبالي والخسران.

واعلم يا أخي أن هكذا حال الدنيا في كل الدهور، ومن يظن أن الحوادث لا تأتى عليه فهو مجنون مغرور.

واعلم أيضا أن النصحية من الإيمان، وكما يدين الفتى يدان.

فارجع إلى نفسك وحاسبها قبل أن يطول عليك الحساب، وتيقظ اليوم

Página 164