![image filename](./1171Shubrawi.CunwanBayan.pdf_page_127.png)
شعر:
واصفح إذا أدنب يل عسى ولا تنتقم إن كسنست ذا قدرة
تلقى إذا أذنبت من يصفح
فالعفؤ من ذي قدرة أصلح
غيره:
لا تنظرن لأثواب على رجل فالعوذ لو لم تفح منه روائحه وهكذا الذهب الإبريز خالطه السبع سيع وإن كلت مخالبه
والكلب كلب ولو بين السباع ربي
صفر النحاس وكان القضل للذهب
إن رمت تعرفه وانظر إلى الأدب
ما فرق الناس بين العود والحطب ضرب مثل :
حكي أن فرسا كان لرجل من الشجعان، وكان يكرمه وحسن القيام به، ولا يصبر عنه ساعة، ويعده لمهماته، وكان يخرج به في كل غداة إلى مرج واسع، فيزيل1 عنه سرجه ولجامه، ويطيل رسنه، فيتمرغ ويرعى حتى ترتفع الشمس، فيرده إلى منزله.
وإنه خرج يوما على عادته إلى المرج، فلما نزل عنه واستقرت قدماه على الأرض، نفر عنه الفرس وجمح ومر يعدو بسرجه ولجامه، فطلبة الفارس يومه كله فأعجزه، وغاب عن عينيه عند غرورب الشمس، فرجع الفارس إلى أمهله وقد يئس من الفرس .
ولما انقطع الطلب عن الفرس وأظلم عليه الليل جاع، فرام أن يرعى فمنعه اللجام، ورام أن يتمرغ فمنعه السرج ورام أن يستقر على أحد جنبيه فمنعهآ الركاب، فبات بشر ليلة. ولما أصبح ذهب يبتغى فرجا مما هو فيه، فاعترضه نهر، فدخله ليقطعةآ إلى الجانب الآخر، فإذا هو بعيد القعر، فسبح فيه إلى الجانب الأخر، وكان حزامة ولببه من جله لم يبالغ في دبغه، فلما
Página 125