وقد فات سيدنا الحجة المرحوم السيد حسن الصدر الكاظمي في «تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام» ان يذكر أول من ألف في علم الأنساب من الشيعة وهو النسابة الكلبي هذا ثم لحق هشاما مؤلفوا الفريقين فاكثروا وأجادوا.
إلا أن لخصوص النسب الهاشمي شرفا وضاحا لا يجارى؛ وشأوا بعيدا لا يلحق، وكرامة ظاهرة لا تدرك؛ وحسبه من المفاخر والمآثر قول النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله): «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي».
وأكد «(صلى الله عليه وآله)» في الاصحار بشرف آله الأنجبين بأساليب من البيان وأنحاء من من القول حتى جعل ودهم أجر رسالته فأوجبه على أمته جمعاء، فهو من فرائض الدين الحنيف وأهم واجباته؛ وبه فسر قوله لما بعث أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) لينادي عنه باللعن على ثلاثة أحدهم «من خان أجيرا على أجرته» فكان هو الأجير على بث الدعوة الالهية، وأجر رسالته محبة سلالته، وتضافرت الأخبار عنه (صلى الله عليه وآله) في الامر بحبهم والحض على الأخذ بصالحهم، وسد إعوازهم؛ وإقامة أمرهم، وإكبار مقامهم، والاحتفاء بهم؛ وقضاء حاجتهم وجعل ذلك كله يدا عنده مشكورة لمن عمل بشيء منها، وللاشراف من آل محمد (صلى الله عليه وآله) سهم ذوي القربى المنصوص به في الذكر الحكيم واليهم يعود سهم مشرفهم الاعظم بعد عود سهم الله تعالى اليه، فهي ضرائب مقررة جعلها الله لهم بعد أن أربى بهم عن أخذ الصدقات الواجبة أو مطلقا لأنها أوساخ يجب أن يترفع عن التلمظ بها آل محمد (صلى الله عليه وآله).
فالعمل بأي من هذه الفرائض يستدعي الوقوف على الأنساب ومعرفة الصميم من الدخيل، وقد حمل ذلك علماء الامامية على الاكثار من التأليف في خصوص البيت الهاشمي وأنسابهم؛ واستساغوا له المتاعب بين جفلة وهبوط واغتراب وإقامة وضرب في الارض للحصول على الغاية والاشراف على البيوت والقبائل وأنسابهم ومن يمت بهم أو يذاد عنهم، حرصا على الابقاء على هذه الشجرة الطيبة التي «أصلها ثابت وفرعها في السماء» منزهة عما عسى أن يلم بها من أدناس الملتصقين وتحقيقا لموضوع فرائض صدع بها النبي الأمين (صلى الله عليه وآله)، وقد أحصى من ألف في أنساب الطالبيين العلامة البارع السيد
Página 10