وقد وضعَ أهلُ العلمِ، رحمهم اللهُ تعالى، في ذلك تصانيفَ حسنةُ، وتآليفَ مُجرَّدةً مُتْقنةً، كـ «غريبِ» الإمام الحَبْر الرّبانيِّ أبي عبيدٍ أحمدَ بنِ الهَرويّ، وكـ «غريبِ» محمدِ بنِ بكر بنِ عُزَيزٍ السِّجستانيّ، وكـ «مفرداتِ الألفاظِ» لأبي القاسم، الراغب الأصبهانيّ. غير أنَّهم لم يُتمُّوا المقصود من ذلك لاختصارِ عباراتِهم، وإيجازِ إِشاراتهم.
على أن الراغبَ، ﵀ قد وسَّعَ مجالَه، وبَسطَ مقالَه بالنسبةِ إِلى مَن تقدَّمَه، وحَذا بهذا الحَذوِ رسمه. غيرَ أنَّه، رحمه اللهُ تعالى، قد أغفلَ في كتابِه ألفاظًا كثيرةً، لم يتكلّمْ عليها، ولا أشارَ في تصنيفِهِ إليها، مع شدَّةِ الحاجة إلى معرفتها، وشرح مَعناها ولُغتِها، مع ذكرِه لبعضِ مواد لم تَردْ في القرآنِ الكريم، أو وَردتْ في قراءةٍ شاذَّةٍ جدًا، كمادَّةِ (ب ظ ر) في قوله تعالى: (واللهُ أخرجَكُم مِن بُظورِ أمَّهاتِكم) [النحل: ٧٨]، وهذه لا يَنْبغي أن يُقرأ بها البتَّةَ.
فممَّا تركَه، معَ الاحتياجِ الكليِّ إِليه، مادةُ (ز ب ن) وهي في قولهِ تعالى: ﴿سَندْعُ الزَّبانيةَ﴾ [العلق: ١٨]. ومادةِ (غ وط) وهي في قوله تعالى: ﴿مِنَ الغائطِ﴾ [المادة: ٦] ومادةِ (ق ر ش) وهي في قولهِ تعالى: ﴿لإيلافِ قريشٍ﴾ [قريش: ١]. ومادة (ك ل ح) وهي في قولهِ تعالى: ﴿كالِحُون﴾ [المؤمنون: ١٠٤]. ومادةِ (هـ ل ع) وهي في قولهِ تعالى: ﴿هلوعًا﴾ [المعارج: ١٩]. ومادة (ل ج أ) وهي في قوله تعالى: ﴿لو يجدونَ مَلجَأً﴾ [التوبة: ٥٧]. ومادةِ (س ر د ق) وهي في قولهِ تعالى: ﴿أحاطَ بِهم سُرادِقُها﴾ [الكهف: ٢٩]. ومادةِ (ح ص ب) وهي في قولهِ تعالى: ﴿حَصَبُ جَهنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٩٨]، ﴿حاصبًا﴾ [الإسراء: ٦٨]. ومادةِ (م ر ت) وهي في قولهِ تعالى: ﴿وماروت﴾ [البقرة: ١٠٢]. ومادةِ (س ف ح) وهي في قوله
1 / 38