============================================================
وقد اختلف في [تفضيل) إحدى الصفتين على الأخرى بعد اتفاقهم على أن كل ال واحد من النبيين جامع لكل واحدة من الصفتين، وأن نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من إبراهيم - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-.
وقيل: [الخلة) والمحبة في درجة واحدة.
وقيل: درجة الخلة أرفع، لأنها نهاية المحبة.
والأكثرون على تفضيل المحبة على الخلة لأن الحبيب يصل بنفسه، والخليل لا يصل إلا بواسطة.
ولأن الخليل مغفرته في حد الطمع، والحبيب مغفرته في حد اليقين.
وإن الخليل قال: ولا تخزني} (1)، والحبيب قيل في حقه : { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) (2).
ولان الخليل قال: { واجعل لي لسان صدق في الآخرين(3) .
والمعارف الربانية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، صلى الله عليه واله وصحبه ما طلعت شمس ولاح قمر. وإن كانت هذه المحبة حاصلة لسائر الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لكن قد أخذ منها سيد المرسلين وقائد الغر المحجلين النهاية العظمى، ونال منها الحظ الأعظم من بين أهل الأرض والسما.
(1) في قوله تعالى : ولا تخزني يوم يبعثون) سورة الشعراء - الآية 88 .
(2) في قوله تعالى : ( يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) سورة التحريم - الآية 8 .
(3) في قوله تعالى: واجعل لي لسان صدق في الآخرين) سورة الشعراء - الآية 84 .
240
Página 117