وأما قوله: "على غير وجه الشكوى"؛ فالشكوى نوعان:
أحدهما: الشكوى إلى اللَّه، فهذا لا ينافي الصبر؛ كما قال يعقوب ﵇: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] مع قوله: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨، ٨٣].
وقال أيوب ﵇: ﴿مَسَّنِيَ الضُّرّ﴾ [الأنبياء: ٨٣] مع وصف اللَّه له بالصّبر.
وقول سيّد الصابرين صلوات اللَّه وسلامه عليه: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلّة حيلتي. . . " الحديث (^١).
وقول موسى ﷺ: "اللهم لك الحمد، وإليك المُشْتكى، وأنت المُسْتعان، وبك المُسْتغاث، وعليك التُّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك" (^٢).
والنوع الثاني: شكوى المُبتلى بلسان الحال أو المقال، فهذا لا