قَالَ: وخرّج على أنّ رفع "الكَاف" منقولٌ من "الهاء"، كأنّه أرَاد أنْ يقف فنقل، كقوله:
عَجِبْتُ وَالْدَّهْرُ كَثِيْرٌ عَجَبُه ... مِنْ عَنَزِيَ سَبَّنِي لَمْ أَضْرُبهُ (١)
فنقل حركة "الهاء" إلى "الباء" المجزومة (٢).
وأمّا قراءة النّصب: فعلى إضمار "أن"، كقوله:
.............................. ... وَيَاْوِي إِلَيْهَا الْمُسْتجِيرُ [فَيُعْصَمًا] (٣)
قال ابنُ جني: وليس هذا بالسّهل، وجَاء به الشِّعر لا القُرآن، ومنه:
يسَأَتْرُكُ مَنْزِلِي ليَنِي تَمِيمٍ ... وَأَلْحَقُ بِالحجَازِ فَأَسْتَرِيحَا (٤)
(١) البيت من الرجز، وهو لزياد الأعجم. انظر: شرح المفصل (٥/ ٢١٤)، ولسان العرب (١٢/ ٥٥٤)، والصحاح (٥/ ٢٠٣٣)، واقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر (ص ١٢٨)، والكامل للمبرد (٢/ ١٢١)، وشرح شافية ابن الحاجب للرضي (٤/ ٢٦١).
(٢) انظر: سر صناعة الإعراب (٢/ ٦٨)، وإيضاح شواهد الإيضاح (١/ ٤٠٠)، والكشاف للزمخشري (١/ ٥٥٧)، وتفسير أبي السعود (٢/ ٢٢٤)، واللباب لابن عادل (٦/ ٥٩٩)، والبحر المحيط (٢/ ٣١٦)، والتفسير البسيط (٢٤/ ٣٠١)، شرح الأشموني (٤/ ١٠).
(٣) بالأصل: "فيقصما".
والبيت من الطويل، وهو للأعشى، ونُسب لطرفة بن العبد، وصدره: "لنا هضبة لا ينزل الذل وسطها". انظر: لسان العرب (٣٠/ ٤٢٧)، والمحكم لابن سيده (٦/ ٤٥٧)، وخزانة الأدب (٨/ ٣٣٩)، ومعاني القرآن للأخفش (١/ ٧٣)، والمعجم المفصل (١/ ١٢٤)، (٧/ ٨٢).
(٤) البيت من الوافر، ونُسب إلى المغيرة بن حسنين الحنظلي. انظر: المقتضب (٢/ ٢٤)، =