وقوله: "لا يَدْري": في محلّ خبر "إنّ".
قال صاحبُ "الصّحاح": يُقال: "دريته" و"دريت به" "دريًا" و"تدرية" و"درية" و"دراية"، أي: "علمت به". (١)
قال: وإنما قالوا: "لا أدر" بحذف "الياء" تخفيفًا؛ لكثرة الاستعمال، كما قالوا: "لم أبل" و"لم يك". انتهى (٢).
فـ"يدري" هنا بمعنى العلم؛ فيتعدّى إلى ما يتعدّى إليه "علم" بمعنى "عرف" المتعدّي إلى واحد، ويتعَدّى إلى اثنين بـ"الهمزة"، كقوله تعالى: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ﴾ [الأحزاب: ٦٣]، فـ"لعلّ" عَلّقت الفِعْل عن المفعُول الثّاني.
قلتُ: أصلُ "درى" أنْ يتعَدّى بـ"الباء"، تقول: "دريت بزيد"، وقد تحذف على قلّة. فإذا أدخلت همزة النقل تعَدّى إلى واحد بنفسه وإلى آخر بحرف الجر؛ فتقول: "أدريت زيدًا بعمرو" (٣).
قلت: وعلى هذا إذا قلت: "أدريت زيدًا عمرًا" انتصب "عمرو" بإسقاط حرف الجر.