Copérnico, Darwin, Freud: Revoluciones en la historia y filosofía de la ciencia
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Géneros
تشير دراسة مجرة درب التبانة إلى اللانهائية المحتملة للكون. (2)
طور جاليليو علم الميكانيكا؛ وهو ما مهد الطريق لوضع نظرية حديثة للحركة تستغني عن «الدفعات» و«الزخم». وطور جاليليو قانون السقوط الذي ينص على أن جميع الأجسام تسقط بالسرعة نفسها، التي يسببها تسارع الجاذبية بالقرب من سطح الأرض، كما صاغ جاليليو أيضا «مبدأ النسبية» (جاليليو 1953، 199-201). إن النظام الثابت والنظام المتحرك باستمرار متكافئان من وجهة النظر الفيزيائية؛ فالأنظمة ثابتة بالنسبة لهذا التغير في المنظور. ويقدم جاليليو تجربته الفكرية الشهيرة للتدليل على تكافؤ أنظمة القصور الذاتي . في قمرة تحت سطح سفينة كبيرة، ارصد سلوك «الذباب» و«الكائنات المجنحة الصغيرة» الأخرى و«سمكة في وعاء». في البداية تكون السفينة ثابتة. وعند اكتمال أول مجموعة من المشاهدات، دع السفينة تسير بسرعة ثابتة. سوف تكشف المشاهدات عن عدم وجود أي اختلاف في سلوك هذه الكائنات (جاليليو 1953، 199-201). أي شيء يحدث للكائنات في هذه النظم يحدث وفقا للقوانين نفسها. وهكذا، على الرغم من تغيير المنظور، فإن الانتظام ثابت. كان اكتشاف جاليليو لمبدأ النسبية حيويا بالنسبة لفهم السؤال الأكثر إلحاحا في علم الفلك: «كيف تتحرك الكواكب في مداراتها؟» وترك أمر تقديم الجواب النهائي لنيوتن (القسم 5). (3)
وأخيرا، أصبح جاليليو مدافعا متحمسا عن حرية البحث العلمي ضد تدخل الكنيسة؛ فعلى غرار روجر بيكون في العصور الوسطى، طالب جاليليو بالفصل بين اللاهوت والفلسفة الطبيعية؛ فمقاطع الكتاب المقدس قد لا تعني حرفيا ما يبدو أنها تقوله؛ ولهذا السبب ينبغي عدم استخدام مقاطع الكتاب المقدس في التشكيك فيما تعلمنا إياه المشاهدات أو التفكير الرياضي.
طور كبلر وجاليليو النموذج الشمسي المركز. وأكمله نيوتن بالاعتماد على أعمالهما. وبهذا نبدأ في أن نرى بشكل أوضح السبب في أن كوبرنيكوس لم يمثل ثورة علمية. (4) كوبرنيكوس لم يمثل ثورة علمية
لذا، بما أن الشمس هي مصدر الضوء وعين العالم، فإنها تستحق أن توصف بالمركز بحيث إن الشمس (...) قد تفكر في سطحها المقعر كله (...) وتستمتع بصورتها، وتضيء نفسها من خلال التألق وتذكي نفسها بالدفء. (كبلر، «خلاصة الفلك الكوبرنيكي» (1618-1621)، الكتاب الرابع، الجزء الأول (20))
منذ أن أحدث كوبرنيكوس التحول الكوبرنيكي، طرح السؤال هل كان يمثل ثورة علمية أم لا. كان كوبرنيكوس نفسه وتلميذه يواخيم ريتيكوس مدركين للطبيعة المتفجرة للتحول الكوبرنيكي؛ ففي إهدائه كتابه للبابا بولس الثالث، يعترف كوبرنيكوس بأن فرضيته الخاصة بمركزية الشمس ستبدو للعديد من معاصريه سخيفة. ويبدو أن ريتيكوس وجد أنه من الضروري التأكيد على أن كوبرنيكوس لم يكن «منقادا بشهوة الابتداع» (ريتيكوس 1540، 187)، ولكن نظرية مركزية الأرض غير قادرة على تفسير حركة الكواكب بما فيها من «تناسق وترابط رائعين». لقد فشل القدماء لأنهم لم يعتبروا الكواكب وحركاتها نظاما (ريتيكوس 1540، 138). وكما رأينا في المناقشة السابقة، من المهم للنظرية العلمية أن تفسر كل الظواهر التي تقع في مجالها. واحتكم ريتيكوس لهذا المعيار عندما أشار إلى أن هذه الفرضيات فحسب هي التي يمكنها أن تفسر أن كل الانحرافات الواضحة لحركة الكواكب مقبولة (ريتيكوس 1540، 168).
كان يوجد إدراك واضح بأن التحول الكوبرنيكي يحمل بذور رؤية كونية جديدة، ولكن هل كان التحول الكوبرنيكي ثوريا؟ درس كثير من العلماء هذا السؤال، وسيمنح بعضهم كوبرنيكوس فضلا قليلا للغاية. فكتاب كوبرنيكوس ليس سوى «إصدار معاد تنظيمه قليلا من كتاب «المجسطي»» (دي سولا برايس 1962، 215). ليس النظام الشمسي المركز تحسنا في الحسابات عن النظام أرضي المركز، ولكنه «أكثر إرضاء للعقول الفلسفية» (نوجيباور 1968؛ كوستلر 1964، الجزء الثالث). يمتلك النظام الكوبرنيكي مزايا جمالية (كون 1959، 171-181)، كما يفسر أيضا حالتي شذوذ كوكبي كبيرتين من دون اللجوء إلى أفلاك التدوير الكبيرة؛ وهما حركة الدوران القهقري والأوقات المتفاوتة التي تحتاجها الكواكب من أجل إكمال دوراتها حول الشمس (كون 1959، 165-171). وكما رأينا، فإنه يفسر أيضا تواتر فصول السنة، رغم أن هذا التفسير أقل إرضاء من الناحية الجمالية من محاولة بطليموس لتفسيرها. يتفق معظم مؤرخي العلوم على أن كوبرنيكوس لم يحقق ثورة علمية.
5
ثمة أسباب كثيرة لهذا الحكم؛ أولا: لا يزال كوبرنيكوس ملتزما بالمثل الإغريقية الخاصة بالحركة الدائرية. ويتمثل اعتراضه الرئيس على بطليموس في استخدام الموازن، الذي ينتهك الأفلاك الدائرية المنتظمة المثالية.
ثانيا: يوجد عدم اتساق في معاملة كوبرنيكوس لحركة الكواكب، يكشف عن نفسه في التناقض بين الجزء الأول من كتاب «عن دورات الأفلاك السماوية» وبقية الكتاب؛ ففي الجزء الأول، يبدأ كوبرنيكوس بثقة بالتأكيد على الدوران السنوي للأرض حول الشمس. ويؤمن أن الحركة حقيقية وأن لها قيمة تفسيرية، ولكن في الأجزاء الفنية من كتابه، نواجه ما سماه بطليموس «تكافؤ الفرضيات». فثمة تقنيات هندسية مختلفة لوصف حركات الكواكب ينظر إليها باعتبارها متكافئة. صحيح أنها قد تكون «كافية للظواهر» لكنها لا تقدم تفسيرا حقيقيا. وتبين لا مبالاة كوبرنيكوس تجاه الأساليب المختلفة أنه غير معني بالتفسير المادي للظواهر، ومع ذلك، هذا التفسير المادي لازم لدفع علم الفلك لما هو أبعد من مجرد وصف مدارات الكواكب. ويوافق كوبرنيكوس الإغريق في أن «الكواكب ليست محمولة على دوائر متماثلة المركز» (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الخامس). وتخفق هذه الأداة الهندسية في تفسير الشذوذ الظاهر في حركات الكواكب، ولكنه يعتمد على التقنية التي لجأ إليها الإغريق بالفعل؛ استخدام المؤجلات وأفلاك التدوير. ويرى أن هذه التقنيات البديلة معادلة و«كافية للظواهر» (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الخامس). ولم يحرز كوبرنيكوس في هذا الصدد أي تقدم عن بطليموس. اشتكى كبلر - وكان محقا - من أن أسلافه سعوا إلى «موازنة فرضياتهم مع النظام البطلمي» (كبلر 1618-1619، الكتاب الرابع، الجزء الثاني). ولهذا السبب نحن بحاجة إلى التمييز بين الملاءمة التجريبية والصلاحية النظرية.
Página desconocida