أ- ما روت عائشة ﵂ قالت: «ما أكل آل محمد ﷺ أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر» (١) .
ب- وعنها- ﵂ قالت: «ما شبع آل محمد ﷺ من خبز وشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله ﷺ» (٢) .
ولم يقتصر ﷺ في تربيته تلك على نسائه بل حتى أولاده رباهم على القناعة «فقد أتاه سبي مرة، فشكت إليه فاطمة ﵂ ما تلقى من خدمة البيت، وطلبت منه خادمًا يكفيها مؤنة بيتها، فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: "لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع» (٣) .
ولم يكن هذا المسلك من القناعة إلا اختيارا منه ﷺ وزهدًا، في الدنيا، وإيثارًا للآخرة.
نعم! إنه ﷺ رفض الدنيا بعد أن عرضت عليه، وأباها بعد أن منحها. وما أعطاه الله من المال سلطه على هلكته في الحق، وعصب على بطنه الحجارة من الجوع ﷺ قال عليه الصلاة