المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة

Abd al-Razzaq al-Kindi d. Unknown
59

المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة

المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة

Editorial

دار الحقيقة الكونية للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Géneros

رأسه المغفر، وأقعد الرماة على فم الشِعب، وخندق حول المدينة، وأَذِن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة، وهاجر هو، وتعاطى أسباب الأكل والشرب وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك، وقال للذي سأله أيعقل ناقته أو يتوكل: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» (١) فأشار إلى أنّ الاحتراز لا يدفع التوكل» (٢). الدليل الثاني: قوله ﷺ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ»، قَالُوا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (٣). وجه الاستدلال: أنّه ﷺ ذكر أنَّ مِنْ وَصْف هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، فدل هذا على أنّ ترك التداوي هو الأقرب إلى التوكل وهو المطلوب. المناقشة: نوقش هذا الاستدلال بأن الحديث ليس فيه ذكر التداوي، وإنما فيه وصف للذين يدخلون الجنة بغير حساب (٤).

(١) رواه ابن حبان، كتاب الرقائق، باب الورع والتوكل، رقم: ٧٣١. (٢) الشوكاني، محمد بن علي، نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار (بيروت: دار الجيل، د. ط، ١٩٧٣) ج ٩، ص ٩٢. (٣) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه، رقم: ٦١٠٦، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، رقم: ٢١٨. (٤) انظر: الأشقر، محمد سليمان، أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي، (بيروت: الرسالة ناشرون، الطبعة الأولى، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م) ص ٢٣١.

1 / 65