Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

Salih Fawzan d. 1450 AH
55

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Editorial

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Géneros

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ وأما الأشاعرة: لما لم يمكنهم إنكار الأدلة من الكتاب والسنة أثبوا الرؤية وقالوا: يُرى ولكن ليس في جهة، وهذا من التناقض العجيب! ليس هناك شيء يُرى وهو ليس في جهة، ولذلك رد عليهم المعتزلة؛ لأن هذا من المستحيل. وأهل السنة يقولون: يُرى ﷾ وهو في جهة العلو من فوقهم، فالجهة إن أريد بها الجهة المخلوقة فالله ليس في جهة؛ لأنه ليس بحال في خلقه ﷾. وإن أريد بها العلو فوق المخلوقات فهذا ثابت لله ﷿، فالله في العلو فوق السماوات، فالجهة لم يرد إثباتها أو نفيها في كتاب الله، ولكن يقال فيها على التفصيل السابق. ومعنى: "بغير إحاطة ولا كيفية" أنهم لا يحيطون بالله ﷿، ويرونه سبحانه بغير إحاطة، والله عظيم لا يمكن الإحاطة به، قال سبحانه: (ولا يحيطون به علمًا) [طه: ١١٠]، وقال جل وعلا: (لا تدركه الأبصار) [الأنعام: ١٠٣] يعني: لا تحيط به، وليس معناه: لا تراه؛ لأن الله ﷾ لم يقل: لا تراه الأبصار، إنما قال: (لا تدركه الأبصار) فالإدراك شيء والرؤية شيء آخر، فهي تراه سبحانه بدون إحاطة، وفي هذا رد على من استدل بهذه الآية على نفي الرؤية وقال: الرؤية لا تمكن؛ لأن الله

1 / 77