174

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Editorial

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Géneros

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ الذي لا يؤمن بذلك ويعتمد على عقله وفكره، فهذا هو الضلال المبين. وعذاب القبر ونعيمه دلت عليه أدلة من الكتاب والسنة، بل قال العلماء: إن الأحاديث متواترة عن رسول الله ﷺ، ومن كذب بالأمر المتواتر يكون كافرًا. فالمعتزلة لا يؤمنون بما يحدث في القبر؛ لأنهم عقلانيون، وهم الذين يبنون الأمور على عقولهم، ويسمون أدلة الشرع ظنية، فأما أدلة العقل عندهم فهي يقينية، فهكذا يقولون، وهؤلاء هم العقلانيون، وهم المعتزلة ومن سار على نهجهم من العقلانيين في هذه العصور. ومن أدلة عذاب القبر: قول الله ﷿ في قوم فرعون: (النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) [غافر: ٤٦] فقوله: النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا، هذا في القبر. (وإن للذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون) [الطور: ٤٧] فقوله: (عذابًا دون ذلك) قالوا: إنه عذاب القبر. وقيل هو: العذاب في الدنيا: ما يصيبهم من القتل والسبي وضرب الجزية وغير ذلك، والآية تشمل المعنيين، وقوله

1 / 196