Commentary on The Sealed Nectar
التعليق على الرحيق المختوم
Editorial
دار التدمرية
Número de edición
الأولى (للتدمرية)
Año de publicación
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
Ubicación del editor
السعودية
Géneros
عثمان مهاجرًا إلى أرض الحبشة ومعه ابنة النبي ﷺ، فلما احتبس عن النبي ﷺ خبرهم فكان يخرج فيتوكف عنهم الخبر، فجاءته امرأة فأخبرته، فقال النبي ﷺ: (صحبهما الله، إن عثمان … فذكره.
قلت: وسنده ضعيف جدًا. فأما بشار بن موسى فضعفه الأكثرون. قال ابن معين، والنسائي: (ليس بثقة). وزاد ابن معين (من الدجالين)! وضعفه أبو زرعة، وأبو داود، وابن المديني، وعمرو بن علي وقال البخاري: (منكر الحديث، قد رأيته، وكتبت عنه، وتركت حديثه). وأما أحمد فكان حسن الرأي فيهِ، هذا لا يقدم إِلى قول الجارحين وإن جنح إليه ابن عدي. والحسن بن زياد ليس هو اللؤلؤي الكذاب، صاحب أبي حنيفة، وإنما هو البرجمي، قال الهيثمي في (المجمع) (٩/ ٨١): (لم أعرفه). وله شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر، قالت: (كنت أحمل الطعام إلى أبي وهو مع رسول الله ﷺ بالغار، فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام فقال لي: ما فعل عثمان ورقية؟ قلْتُ: قدْ سارا، فالتفت إلى أبي بكر وقال: (والذي نفسي بيده، إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط). (أخرجه ابن منده في (الصحابة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها قالَ الحافظ في (الإصابة) (٧/ ٦٤٩ - ٦٥٠): (سنده واه، وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إِلى الحبشة كانت حين هجرة النبي ﷺ؛ وهذا باطل؛ إلا أن كان المراد بالغار غير الذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة!!، والذي عليه أهل السير أن عثمان رجع إلى مكة من الحبشة مع من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي ﵌ إلى بدر، فتخلف عثمان عليها عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرًا بوقعة بدر …). أ. هـ.
قلت: وهذا تحقيق بديع من الحافظ ﵀، غير قوله: (إلا أن كان المراد بالغار …)
فهذا احتمال فيه تعسف وتكلف، لأنه يخالف الحقائق الثابتة في السيرة. والله أعلم.
1 / 123