التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير

Abdul Karim Al-Khudair d. Unknown
83

التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير

التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير

Géneros

﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [(٤) سورة الفاتحة] أي الجزاء، قرئ مالك وملك وكلاهما صحيح، بل متواتر، ويقال أيضًا: مليك بالياء، وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ ملكي يوم الدين، وحكي عن أبي حنيفة أنه قرأ: ملَك يوم الدين، على أنه فعل وفاعل ومفعول، ملَك يوم الدين، قال ابن كثير: وهذا غريب شاذ جدًا، يعني ينقل عن أبي حنيفة قراءات كما هنا: ملَك يوم الدين، والله أعلم بثبوتها عنه، ونقل عنه أيضًا: إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء، هذه قراءة منقولة عن أبي حنيفة، ولا تثبت عنه، لا هذه ولا تلك، قال ابن كثير: "وهذا غريب شاذ جدًا، أما القراءتان المتواتران مالك وملك فقد رجّح كلًا منهما مرجحون، من حيث المعنى، ملك ومالك، فمن رجح ملك بدون ألف استدل بما أشار إليه المفسر؛ لأنه لا ملك ظاهرًا فيه لأحد إلا لله ﷾، بدليل قوله تعالى: ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾؟ الجواب: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [(١٦) سورة غافر] لا ملك لأحد يوم القيامة، وقد أضيف الملك إلى يوم الدين الذي هو يوم الجزاء يوم القيامة، ولا ملك لأحدٍ معه ﷾، فمن رجح ملك بدون ألف استدل بما أشار إليه المفسر بدليل قوله: ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾؟ وجوابه: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [(١٦) سورة غافر] أي لا ملك لأحدٍ إلا لله ﷾، كما قال تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ﴾ [(٢٦) سورة الفرقان] ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ﴾ متى؟ يوم القيامة، ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ﴾ [(٢٦) سورة الفرقان] بدليل: ﴿وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾ [(٢٦) سورة الفرقان] قال ابن كثير: "وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه" يقول ابن كثير: "وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه" لماذا؟ لأنه تقدم الإخبار بأن الله ﷾ رب العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة، وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئًا، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه ﷾، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ﴾

3 / 8