Collection of Najdi Letters and Issues (Part Four, Section Two)
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني)
Investigador
الأولى، بمصر ١٣٤٩هـ/النشرة الثالثة، ١٤١٢هـ
Editorial
دار العاصمة،الرياض
Ubicación del editor
المملكة العربية السعودية
Géneros
قوله تعالى والله يدعوا إلى دار السلام
"والدليل الثالث" قوله -تعالى-: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ١ فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجهه الكريم، وكذلك فسرها الذي أنزل عليه القرآن ﷺ والصحابة بعده.
كما رواه مسلم في صحيحه، من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب ﵁ قال: قرأ ﷺ ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ ٢ ثم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة: إن لكم عند الله موعدا، يريد أن ينجزكموه فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويخرجنا من النار؟! فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة" ٣.
وروى الحسن عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله ﷺ عن هذه الآية: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ قال: " ﴿للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى﴾ وهي: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله -تعالى-".
وروى محمد بن جرير، عن كعب بن عجرة ﵁ عن النبي ﷺ في قوله -تعالى-: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ قال: "الزيادة النظر إلى وجه الرحمن" وروى أبو العالية عن أبي بن كعب قال "سألت رسول الله ﷺ في قوله -تعالى-: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال: الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الله ﷿"٤ وقال أبو بكر ﵁ الزيادة هي النظر إلى وجه الله. وقال حذيفة ﵁ هي النظر إلى وجه ربهم.
وقال أبو موسى الأشعري: هي النظر إلى وجه الرحمن، وقال وهو يخطب الناس في جامع البصرة: إن الله ﷿ يبعث ملكا إلى أهل الجنة فيقول: يا أهل الجنة هل أنجزكم الله ما وعدكم؟ فينظرون إلى الحلي والحلل والأنهار والأزواج
١ سورة يونس آية: ٢٥، ٢٦. ٢ سورة يونس آية: ٢٦. ٣ الترمذي: صفة الجنة "٢٥٥٢" وتفسير القرآن "٣١٠٥"، وابن ماجه: المقدمة "١٨٧"، وأحمد "٤/٣٣٢،٤/٣٣٣،٦/١٥". ٤ الترمذي: صفة الجنة "٢٥٥٢"، وأحمد "٦/١٥".
1 / 703