110

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Editorial

دار التدمرية

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٣٢ هـ

Géneros

وكلمات الله نوعان (١): كلمات كونية، وهي: ما يُكَوِّن به الكائنات، كما قال ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ [(٤٠) سورة النحل]، كما قال لليهود العتاة المتمردين ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [(١٦٦) سورة الأعراف].
وكلمات شرعية، وهي: كلامه الذي أنزل على رسله، وهي: كتبه، وأعظمها، وأشرفها القرآن، فالقرآن كلامه، وكله من كلماتِه الشرعية.
وكلماتُه الكونية، والشرعية كلها كلامه، ليس شيء منها مخلوقا؛ ولهذا جاء التعوذ بكلمات الله في غير ما حديث (٢) كحديث " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" (٣) فاستدل العلماء بمثل هذا على أن كلام الله غير مخلوق.
ومن هذه الآيات وإذ قال الله يا عيسى في غير موضع: ﴿إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾ [(٥٥) سورة آل عمران] ﴿إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ﴾ [(١١٠) سورة المائدة] ﴿وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ﴾ [(١١٦) سورة المائدة] ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا

(١) [مجموع الفتاوى ١١/ ٣٢٢، وشفاء العليل ص ٢٨٢].
(٢) [كحديث ابن عباس ﵄ قال: كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ". رواه البخاري (٣٣٧١). وحديث: عبد الله بن عَمرو ﵄ أن رسول الله ﷺ كان يعلمهم من الفزع كلمات:" أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون ". رواه أبو داود (٣٨٩٣) - واللفظ له ـ، والترمذي (٣٥٢٨) وقال: حسن غريب، والنسائي عمل اليوم والليلة (٧٦٥) و(٧٦٦) وصححه الحاكم ١/ ٥٤٨ وحسنه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ٣/ ١١٨].
(٣) [رواه مسلم (٢٧٠٨ و٢٧٠٩) من حديث خولة بنت حكيم، وأبي هريرة ﵄].

1 / 120