Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
Editorial
دار التدمرية
Número de edición
الثالثة
Año de publicación
١٤٣٢ هـ
Géneros
وأما المعية الخاصة ففي الآيات الأخرى، كقوله تعالى ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ هذه معية خاصة؛ لأنها جاءت مقيدة، فـ (الصابرون)، و(المتقون) هم بعض العباد لا كلهم. وقوله ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ هذا قاله الرسول ﷺ لأبي بكر ﵁ عندما قال له: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال ﷺ: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" (١). وأخبر الله سبحانه عن هذه المقالة ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ هذه معية خاصة، والمعية الخاصة تتضمن ما تتضمنه المعية العامة من: العلم، والسمع، والبصر، وتزيد: بالنصر، والتأييد، والرعاية، وتتضمن حفظهم، وكلاءتهم.
والخلاصة أن المعية المضافة إلى الله نوعان (٢): معية عامة، ومقتضاها العلم، والسمع، والبصر.
ومعية خاصة، ومقتضاها الخاص: الحفظ، والنصر، والتأييد، والعناية، والرعاية منه ﷾ لأوليائه.
فالمعية العامة، عامة للبر والفاجر، وأما الخاصة، فهي خاصة بالمرسلين، والمؤمنين، والمتقين، والمحسنين، والصابرين، وهكذا.
وأهل السنة والجماعة يثبتون المعية له تعالى على ما يليق به، ويؤمنون بأنه لا منافاة بين علوه، ومعيته، فهو عال في دنوه، قريب في علوه، ولا تعارض بين النصوص الدالة على علوه، والنصوص الدالة على قربه، ومعيته ﷾.
(١) [رواه البخاري (٣٦٥٣)، ومسلم (٢٣٨١) من حديث أنس عن أبي بكر ﵄].
(٢) [منهاج السنة ٨/ ٣٧٢ والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١١/ ٢٤٩ ومجموع الفتاوى ٥/ ١٢٢ ومدارج السالكين ٢/ ٢٥٤].
1 / 114