El precioso contrato que explica los hadices sobre los fundamentos de la religión

Ibn Ghannam Maliki Najdi d. 1225 AH
85

El precioso contrato que explica los hadices sobre los fundamentos de la religión

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Investigador

محمد بن عبد الله الهبدان

Editorial

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Número de edición

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Ubicación del editor

الرياض

مريد، ولم يخش ما بين يديه من العذاب الشديد ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لهُمْ مَا يَتَّقُونَ﴾ (التوبة: من الآية ١١٥) هذا ما قدرته في كون الدعاء حقيقة العبادة من قولي؛ لأن فيه إظهار الذل ... الخ، ينبغي أن يتدبر، فإنه أصل ترجع سائر أنواع العبادة إليه، وميزان حقائقها توزن عليه. فإن المتقرب بالنسك والنذر، وكذا الرجاء والخوف والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة، لو يعلم عجز المتقرب إليه وعدم دفعه الضر وجلبه النفع، وقدرته عليه لما تضرع وتمسكن وأبدى الخضوع بين يديه. ولم يشرع الله ﷿ التقرب بشيء من حقه إلى ملائكته أو رسله أو الصديقين والصالحين من خلقه. قال تعالى: ﴿أَمْ لهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ (الشورى: من الآية ٢١) . وقال ﷾: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (الأحقاف:٤) . ولا يتقرب إلى الله إلا بما شرعه على لسان من لا ينطق عن الهوى ﴿فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ (المؤمنون:٧) . قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِليْهِ الْوَسِيلةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة:٣٥) وقال ﷾: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾ (الإسراء: من الآية ٥٧) . ولم يشرع لهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ونبيها ﷺ أفضل الخلق من غير التباس إلا ما شرعه لأولى

1 / 103