El precioso contrato que explica los hadices sobre los fundamentos de la religión

Ibn Ghannam Maliki Najdi d. 1225 AH
76

El precioso contrato que explica los hadices sobre los fundamentos de la religión

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Investigador

محمد بن عبد الله الهبدان

Editorial

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Número de edición

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Ubicación del editor

الرياض

ليس منه فهو رد" (١) . وفي رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وفي بعض ألفاظ الحديث "من أحدث في ديننا ما ليس فيه فهو رد". قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ (آل عمران: من الآية ٣١) أقول: هذه الآية المحكمة لأساس أكثر الناس هادمة، وعليها بالبدع والضلال والهوى حاكمة، فكل من ادعى محبة الله ﷿، وليس على طريقة نبيه المرسل، فقد بلغ والله الغاية القصوى في الزور والكذب في الدعوى، بل هو في الخلد الأبدي، والعذاب السرمدي، حتى يتبع الشرع المحمدي، ويقتدي بدين نبيه ويهتدي، فيا لها من آية عظيمة الشأن والمقدار، جسيمة الفوائد والأسرار، يفضح مضمونها غالب العمال، ويفصح مكنونها برد ما لهم من الأعمال، وتنبئ بخيبة الرجاء لهم والآمال، وقطع الأسباب التي أملوا بها القرب من الله والاتصال، وذلك أنه لم يقم فيهم برهانها، ولم يظهر على صفحات أعمالهم سلطانها، فإن لكل قول حقيقة، ومن شغف بمحبوب سلك طريقه. قال الحسن البصري: قال أصحاب النبي ﷺ: "يا رسول الله إنا نحب ربنا حبا شديدا" فأحب الله تعالى أن يجعل لحبه علما، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال غيره من السلف: "زعم قوم أنهم يحبون الله تعالى فابتلاهم بهذه الآية فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء والعلماء ليس الشأن أن

(١) رواه البخاري ورقمه (١٦٩٧) ومسلم (١٧١٨) .

1 / 94