172

El precioso contrato que explica los hadices sobre los fundamentos de la religión

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Investigador

محمد بن عبد الله الهبدان

Editorial

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Número de edición

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Ubicación del editor

الرياض

على العدوان، وأنقذهم من الوقوع في مهواة النيران، وهداهم إلى ما يعقبهم الخلود في الجنان. وقوله: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لكُمْ آيَاتِهِ﴾ أي: مثل ذلك التبيين يبين لكم دلائله، ﴿لعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾ أي: تدومون على الهدى، وتزدادون فيه. قيل: كان الأوس والخزرج أخوين لأبوين، فوقع بين أولادهم العداوة، وتطاولت بينهم الحروب مائة وعشرين سنة، حتى أطفأها الله تعالى بالإسلام. قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِليْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾ (النساء:١٧٤) المراد بالبرهان: المعجزات، وبالنور: القرآن. أي جاءكم دلائل العقل، وشواهد النقل، فلم يبق عذر ولا حجة لأحد، ممن كفر وجحد. (١) قوله: ﴿وهَذَا﴾ الإشارة إلى ما ذكر من البيان، الذي جاء به القرآن. ﴿صِرَاطُ رَبِّكَ﴾ أي: طريقه الذي ارتضاه، وشاء بحكمته واقتضاءه، ﴿مُسْتَقِيمًا﴾ (الأنعام: من الآية ١٢٦) ليس فيه اعوجاج، بل هو عدل مطرد المنهاج يعني: أن الذي شرعناه لك يا محمد هذا القرآن هو صراط الله المستقيم، كما في حديث الحارث عن علي ﵁ في نعت القرآن: "وهو صراط الله المستقيم وحبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم" الحديث. وقد رواه أحمد والترمذي بطوله (٢) (٣) .

(١) انظر: تفيسر أنوار التنزيل (١/٢٥٩) . (٢) رواه الترمذي (٢٩٦٠) أحمد (١/٩١) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال. (٣) انظر: تفسير ابن كثير (٣/٣٢٩) بتصرف.

1 / 194