El Collar Compuesto en la Mención de los Mejores de los Romanos

ʿAli b. Bali Manq d. 992 AH
94

El Collar Compuesto en la Mención de los Mejores de los Romanos

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

Editorial

دار الكتاب العربي - بيروت

اباعدهم واقاربهم وسعوا فيه حتى عزل وافل بدره لكن رفع من الجهة الاخرى قدره فعين له كل يوم مائتا درهم وكان العادة والقانون في وظيفة امثاله مائة وخمسين وتوفي في ربيع الاول سنة ثمانين وتسعمائة وقد اناف عمره على سبعين سنة وقدا تفق موته على هيئة مرضية وصفة رضية تدل على حسن خاتمته وسعادته في عاقبته يحكى انه قام ضحوة يوم فتوضأ واسبغ الوضوء ولبس الالبسة النظيفة وصلى ركعات واخذ بيده سبحة واضطجع على فراشه واشتغل بالتسبيح والتهليل فعاجله سهم المنية وهو على تلك الفعلة السنية فانتقل الى جوار ربه الصمد ولم يشعر بموته من الحاضرين احد ونقل جسده من هذه الرباع المانوسة الى حظيرة في فناء مسجده الذي بناه في مدينة بروسه ووقع في هذا اتفاق غريب هو اني كنت اكتب ترجمة المولى محيي الدين المشتهر بعرب زاده وقد انتهيت الى قولي فيها وارتحل راية عزه منكوسة الى دار الملك بروسه اذ جاء واحد من طلبته واخبرني بموته وقال هذه سفينته التي تذهب الى بروسه

كان رحمه الله عالما فاضلا محققا كاملا مشاركا في العلوم العقلية مبرزا في الفنون الشرعية النقلية له بالفقه الفة أي الفة قادر على الافتاء بغير كلفة وكان لين الجانب مجبولا على اللطف والكرم مطبوعا على احسن الشيم غير ان فيه طمعا زائدا وحرصا وافرا سامحه الله اولا وآخرا

ومن المشايخ الاعيان وافاضل العصر والاوان الشيخ بالي الخلوتي المعروف بسكران

كان ابوه معلما للسلطان احمد ابن السلطان بايزيدخان فلما غالته المنية وفاته حصول الامنية من السلطنة العظمى والمملكة الكبرى وسلم زمام الزمان وعنان الاوان الى يد السلطان سليم استقضاه في بعض البلاد وعينه للحكم بين العباد وولد رحمه الله ببلدة تيره من لواء ايدين ونشأ في طلب العلم وتحصيل الفضائل وصاحب الاكابر والافاضل وجد واجتهد وكان منه ما كان حتى صار ملازما من المولى خير الدين معلم السلطان ثم درس بمدرسة خواجه سنان

Página 426