El Collar Compuesto en la Mención de los Mejores de los Romanos
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Editorial
دار الكتاب العربي - بيروت
Géneros
وقد اناف عمره على ثمانين كان رحمه الله رجلا دينا ورعا ذا حظ عظيم من الزهد والصلاح متمسا بسمة ارباب الفوز وافلاح يصرف اكثر اوقاته في العبادة يتراءى عليه آثار الفوز والسعادة وكان متصلبا في دينه قوالا بالحق غير مكترث بمداراة الخلق وكانت مدة قضائه بالعسكر من تواريخ الايام مذكورة بالخير على السن الخواص والعوام ويحكى انه لما قلد قضاء دمشق ابى قبوله فاجتمع اليه اصحابه وعدوا عليه ديونه وقالوا لا بد من قبوله حتى تقضي هذه الديون فقبله بعد تردد في عدة ايام وكان يقول بعده متندما على قبوله بدلت ديوني المعلومة بالمجهولة وما صنعت شيئا غيره ولقد صدق فيما قال وأتى باحسن المقال
ومنهم العالم الامجد والبارع الاوحد المولى شاه محمد بن حزم
كان رحمه الله من اولاد ولي الله المولى جلال الدين القنوي صاحب المثنوي الفارسي ولد رحمه الله بقصبة قره حصار ونشا على تحصيل العلوم والمعارف في هذه الديار ثم اتصل الى المولى محيي الدين المشتهر بمرحبا فاستفتح به مغالق الفنون واستوسع مضايق السجون وأخذ منه العلوم المختلفة الانواع باتقان وابداع وقطف من رياض الفضائل أثمارها وأنوارها وبلغ من لجج المعارف اعماقها وأغوارها ثم وصل الى مجلس المولى الشيخ محمد المشتهر بجوي زاده فاكثر من التحصيل والاستفادة حتى صار ملازما منه بطريق الاعادة فتميز من اقرانه ففاز بحظ الظهور وحاز قصبات السبق من بين ذلك الجمهور ثم درس بمدرسة المولى خسرو ببروسه بعشرين ثم المدرسة السراجية بمدينة ادرنه بخمسة وعشرين ثم مدرسة الجامع العتيق بالمدينة المزبورة ثلاثين ثم مدرسة رستم باشا بكوتاهيه باربعين ثم المدرسة المبنية بقسطنطينية المحمية بخمسين ثم نقل الى مدرسة بنت السلطان بقصبة اسكدار وقد قرات عليه في هذه المدرسة جزأ من شرح المواقف للشريف الجرجاني من اول مباحث الكم وقد عرضت عليه في الدرس الاول كلامين في حاشية المولى حسن جلبي على ذلك فقال قرأت هذا المقام على المولى جوى زاده فعرضت عليه هذين الكلامين فاستحسنهما ثم قرأت عليه جزأ من كتاب الهداية ثم نقل عنها الى احدى المدارس الثمان ثم الى مدرسة
Página 400