El Collar Compuesto en la Mención de los Mejores de los Romanos
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Editorial
دار الكتاب العربي - بيروت
Géneros
في ميدان الفضل والبيان واحرزوا التحصيل عند سابق الفرسان تضلع من العلم وبلغ الى نصابه ولم ينض عنه ثوب شبابه ولج في بيوت المعارف من كل باب والتحق بالشيوخ وهو في سن الشباب وكان من جملة من تدرع الصيانة وبرز في العفاف والديانة وقد الحق نفسه بزمرة الصوفية واسترشد ببعض المشايخ الخلوتية وكان في قول الحق من السيوف الصوارم لا يخاف في الله لومة لائم لا يثني عنان عزيمته المجالس ولا يصرف زمام صريمته طغية المنافس شديد العزم والباس يخافه الناس قلما تلد مثله النساء عليه رحمة الله تعالى ما تعاقب الصبح والمساء
ومن المخاديم الاعيان وخلص ابناء العصر والأوان عبد الكريم بن محمد ابن ابي السعود
نشأ رحمه الله في روضة المجد والافضال ودوحة العز والاقبال الى ان مني والده بشدائد الفوت والانتقال فتكفل امره جده المولى ابو السعود وأسبل عليه اذيال ملابس الفضل والجود وتربى في كنف حمايته عدة سنين الى ان صار ملازما منه وقلد أولا بمدرسة محمود باشا بخمسين وكان ذلك له تعظيما لجده على خلاف العادة فتصدى مدة للدرس والافادة ثم نقل الى مدرسة ابي ايوب الانصاري عليه رحمة الباري ثم نقل الى احدى المدارس الثمان ثم الى احدى مدارس السلطان سليمان وقد اسرع في النقل والحركات حتى مضى بين نصبه هذا وقراءته المختصرات قدر ثمان او تسع سنوات وتوفي رحمه الله مدرسا بهذه المدرسة وما بلغ عمره ثلاثين سنة وذلك سنة احدى وثمانين وتسعمائة كان رحمه الله مخدوما مؤدبا ذا وجاهة فيه من الكرم والحزم والنباهة مشهورا بحسن الخط والكتابة من بين من حل بهذه المثابة مستحسنا في الزي واللباس متلطفا معاملة الناس وقد داوم على الاشتغال والدرس حتى افضت به المنية الى الرمس
وممن قرع لعوالي صيته مسامع الاكوان وافتخر بدرة وجوده صدف العصر والاوان والقى اليه الشرف الواضح مقاليده وملك من العز الشامخ طريفه وتليده واستولى على عمائر البراعة ببيض الطروس وسمر اليراعة وبرز في هذه لأقطار وساد وبنى بيت التقدم على ارفع الاعماد المولى
المعظم والمفتي المفخم
Página 439