Cuidado Total en la Resolución del Asunto de la Imamía
العناية التامة في تحقيق مسألة الإمامة
Géneros
وكان خليقا بالتقدم، لأن موضع نفعه للمتولى والمتولي عليه عظيم، أنه يليق بعامل الإمام أن يهتم بصلاح أهل جهته وولاته، ويبالغ في إرشاد كل منهم وهدايته، ولا يقصر همه وسعيه على قبض الزكاة وسائر الحقوق واستحصالها فقط، بل يتوجه عليه الوعظ والتذكير والحث على أداء الواجبات كلها وترك المقبحات كلها، وحسن التلطف والاستدعاء إلى الخير وتعليم مقالة الدين إن كان ممن يصلح لذلك، فإن هذه خصلة شريفة ودرجة منيفة،{ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا}[فصلت: 33] ((ولأن يهدي الله تعالى على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس ))، وللمتولي من قبل الإمام والواصل من عنده محل في النفوس وموضع في القلوب، فيكون في هذه الفضيلة في حقه ألزم كما أنه لا ينبغي أن يخلي الإمام كتبه ورسائله التي يبعث بها مع رسله وعماله عن ذلك فينبغي له إذا دخل إلى بلد أن يدخل بسكينة ووقار مع ذكر الله تعالى وحسن السمت ولزوم الصمت إلا عما دعت إليه الحاجة، ثم إذا جمعهم لتبليغ رسالته أو طلب ما عندهم واجتمعوا عنده بأنفسهم بدأ بوعظهم وتذكيرهم وحثهم على النظر في أمر معادهم وتعظيم (أمر الآخرة) في قلوبهم وتهوين أمر الدنيا والتعريف بما في طاعة الله تعالى من الثواب والخير دنيا وآخرة، وما في خلاف ذلك وعكسه بعبارة حسنة سلسة، ومعان واضحة غير متعقدة، وتوسط بين الإيجاز والإطناب بما يستهجن عند العامة ويعاب، وإذا فهم منهم الإخلال بشيء من الواجبات كالصلاة أو نوع شيء من المعاصي أشبع الفصل في ذلك وشنع عليهم ما ارتكبوه منه وأورد الشواهد القرآنية والنبوية بما يقضي بفحشه وعظمه، ثم يخرج إلى ما هو بصدده من طلب الواجب والتماس تسليمه بعد التعريف بقدره، وما يلزم منه، وما ورد من الحث على التوفير ومحاسبة النفس على القليل، وما في الغلول من الحساب والعقاب وتناقص الثمرات وعروض الأفات، والله تعالى الموفق لإصلاح الأعمال والنيات.
Página 283