الأحد أول يونيو
واعدني أحد التجار في الجامع الأزهر ليعطيني كتابا في الطب كي أنسخه له. واتفقنا أن نلتقي في الجامع بعد صلاة الجمعة الماضية. لكنه لم يظهر. واليوم لاقيته في الجامع فاعتذر لي بأنه أعطى الكتاب إلى شاب حلبي في رواق الشاميين يتعيش من نسخ الكتب. ومضيت معه إلى الرواق. لاقينا الشاب ويدعى سليمان. كان نحيل الجسم، مستطيل الوجه، شاحب اللون، ذا عينين غائرتين بهما نظرة ساهمة.
جلسنا معه وشرع يتكلم عن الجهاد في سبيل الله. وهاجم تبذل الفرنساوية وانتشار الحانات. وقال: إذا ضاعت مصر ضاع الحجاز، وانقطع السبيل إلى بيت الله وضريح رسوله.
تأثرت بكلام الشاب وعزمت على معاودة لقائه.
الثلاثاء 3 يونيو
ذهبت إلى رواق الشاميين بعد صلاة العشاء ووجدت سليمان مع اثنين من أصدقائه. حدثني عن نفسه، قال إنه قرر من زمن التجرد لدراسة التصوف والتاريخ بالجامع الأزهر، وقضى به ثلاث سنوات، ولما دخل الفرنسيون عزم على قتل بونابرته ثم جبن فغادر مصر إلى القدس. وقال إنه يحلم بالاستشهاد في سبيل الله. وإنه سمع من أحد الأولياء أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد دين الأمة، ويعيد للإسلام جدته ونضارته.
الجمعة 6 يونيو
ذهبت مع أستاذي إلى صلاة الجمعة بالأزهر. وقال لي: إن الفرنساوية صاروا في مركز منيع، وإنهم يعتقدون بالبقاء إلى الأبد في مصر.
تخلفت بعد الصلاة مع سليمان، وقال لي: إن الملائكة يستعدون للقائه في الجنة.
السبت 14 يونيو
Página desconocida