وكان السادات ببيت الصاوي، فتحير واحتال بأن خرج وأمامه شخص ينادي بقوله: الزموا المتاريس، ليقي بذلك نفسه من العامة.
وتشدد في ذلك الرجل المغربي، ونادى من عند نفسه: الصلح منقوض، وعليكم بالجهاد. وقال للعامة: لولا أن الكفرة الملاعين تبين لهم الغلب والعجز ما طلبوا المصالحة والموادعة، وأن بارودهم وذخيرتهم فرغت.
وعندما علم أستاذي بذلك قال: هذا منه افتئات وفضول ودخول فيما لا يعني، حيث كان في البلد الباشا والكتخدا والأمراء المصرية، فما قدر هذا الأهوج حتى ينقض صلحا أو يبرمه؟
لم أخف إعجابي بجسارته، فقال أستاذي إن غرضه هو في دوام الفتنة، فبها يتوصل لما يريده من النهب والسلب، وتكفل الناس له بالمأكل والمشرب.
الإثنين 7 أبريل
أرسل الفرنساوية واحدا منهم يصيح: «أمان، أمان، سوا، سوا»، وبيده ورقة من ساري عسكر، فأنزلوه من فوق فرسه وقتلوه.
السبت 12 أبريل
احتل الفرنساوية الفجالة.
الأربعاء 16 أبريل
غيمت السماء وأرعدت وأمطرت مطرا غزيرا، وتوحلت جميع السكك والطرقات؛ فاشتغل الناس بتجفيف المياه والأوحال، ولطخت الأمراء والعساكر بسراويلهم ومراكبهم بالطين.
Página desconocida