انفجرت ضاحكة: نابليون عرض علي الزواج. وقال إنه ينوي الطلاق من زوجته جوزفين بعد أن علم من ياوره أن لها عشيقا، وأنهما أثرياء ثراء فاحشا من عقود الجيش الفاسدة. وقد وعدني بالزواج كي أنجب له طفلا شرعيا بعد أن عجزت جوزفين عن ذلك.
قلت بائسا: وهل صدقته؟
قالت: طبعا. كان يشكو من نفقاتها ومن عدم إخلاصها. لا أعرف ما الذي جعله يتزوجها، فهي تكبره في العمر. وكانت خليلة للقنصل بارا، ومعروفة بكثرة عشاقها ونفقاتها حتى كان يقال إنها تسدد فواتيرها من صندوق تحت سرتها.
رددت: لكني أحبك ومستعد أن أتزوجك.
قالت: وأقيم معك في غرفتك بحوش الجبرتي؟
قلت: نقيم هنا في المجمع.
قالت: هل تظن أن الفرنساوية سيرحبون بالأمر؟ كن عاقلا وقبلني قبلة الوداع.
جذبتني إلى الأريكة. استلقت فانحنيت فوقها، وأخذت أقبلها في جنون.
الثلاثاء 17 ديسمبر
امتطيت الحمار عند المغرب وذهبت إلى بيت حنا. قالت لي أمه إنه لم يأت إلى البيت منذ أسبوع ولا تعرف أين هو. وربما يكون ذهب إلى دير أبو سيفين في مصر عتيقة. هممت بالانصراف ثم خطر لي خاطر. سألتها : ألم يسأل عنه أحد؟ أجابت بالنفي.
Página desconocida