La ciencia decisiva en responder a los errores del prado encantador

Ahmad Ibn Hasan Qasimi d. 1375 AH
106

La ciencia decisiva en responder a los errores del prado encantador

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

Géneros

Respuestas

فأما أئمتنا المتقدمون فالظاهر اتفاقهم على عدم خروج أهل النار منها كما قال تعالى: {وما هم بخارجين من النار}[البقرة:167]، {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}[غافر:18]، وقال تعالى: {لا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم}[آل عمران:77].

وأما الأخبار التي زعم أنها بلغت في ذلك حد الكثرة فلا يلزم الخصم لوجهين:

أحدهما: أنها من رواية المبتدعة الداعين إلى بدعتهم وقد نص أهل الحديث وغيرهم على رد مثل ذلك وإن كثر.

الثاني: إنها وإن كثرت فلم تتواتر لفظا ولا معنى، والمسألة قطعية لا يؤخذ فيها بالظني.

فإن قيل: إن آيات الوعيد عامة وهذه الأخبار مخصصة وتخصيص القطعي بالظني جائز.

قلنا: التخصيص بيان وآيات الوعيد وإن عم لفظها فالمقام صيرها من قسيم الخاص لو لم يكن كذلك لكان قد تعبدنا بما ليس واقعا من عدم خروجهم عند نزول الآية فظهر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وبهذه المقالة يعرف أنهم فتنوا كما فتن بنو إسرائيل [حين] قالوا: {لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}[البقرة:80] قالوا: يطهرهم من الذنوب الدنياوية، فرد الله عنهم هذه المقالة بقوله سبحانه وتعالى: {قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}[البقرة:80،81]، فعمت كل من أحاطت به خطيئته في مقام بيان وتعليم ومحاجة بين الفريقين، ونزولها جوابا على الجميع فامتنع تخصيصها في غير مقام البيان مع قوله تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به}[النساء:123].

Página 128