فإنهما يمثلان الفرق بين هذين الأنفين، وترى الفرق بينهما كبيرا. وقد وجدوا بالاستقراء أن نسبة أنف القوقاسي إلى وجهه كنسبة واحد إلى ثلاثة، ونسبة أنف المغولي إلى وجهه كنسبة واحد إلى أربعة، والزنجي أكثر من ذلك، ناهيك بالتفاوت في بروزه بين هذه الأمم.
شكل 30: أنف القوقاسي.
شكل 31: أنف الزنجي.
ومما يستحق الاعتبار أن القدماء كانوا إذا نحتوا تمثالا وأرادوا بيان عظمة صاحبه وقوة بطشه زادوا في طول أنفه، حتى إنك تميز تمثال الملك من تمثال الخادم بمجرد النظر إلى طول الأنف، ويسهل ذلك علينا من النظر إلى الآثار المصرية، وكذلك فعل مصورو الأعصر المتأخرة مثل رافائيل وغيره.
أشكال الأنوف:
للأنوف أشكال عديدة؛ لأنها تختلف باختلاف أطوالها وباختلاف ارتفاع جسورها وشكل تلك الجسور، وباختلاف حجم المناخر وغير ذلك.
أما بالنظر إلى أشكال جسورها فتنقسم إلى خمسة أقسام: (1) الأنف الروماني «الأشم»، (2) الأنف اليوناني، (3) الأنف الإسرائيلي «الأقنى»، (4) الأنف الأفطس، (5) الأنف الأذلف. (1)
الأنف الروماني: يمتاز هذا الأنف بارتفاع قصبته وورود الأرنبة بحسن استواء القصبة ، وهو ما يعبر العرب عنه بالشمم، على أن يكون بين أعلى الأنف وملتقى الحاجبين فرض أو ميزاب عرضي كأنه حز بسكين، وهو دليل العظمة وعلو الهمة عند كل الأمم. فالإفرنج يسمونه رومانيا لأنه كان غالبا في الرومانيين أهل الإقدام والهمة العالية، وهو أنف القواد والفاتحين، وقد سماه أفلاطون «الأنف الملوكي» إشارة إلى أنه دليل القوة، ورسمه النحاتون والمصورون القدماء في وجوه معظم الآلهة العظام، فهو أنف مينارفا وجوبتير وهركيل، وأصحابه يحبون السيادة، ولهم همة تفل الحديد وعزم لا يتقلقل ونفس كبيرة، لا يكترثون بصغائر الأمور، كذلك كانت أنوف القواد العظام في سائر أنحاء العالم، فهو أنف رعمسيس الثاني البطل المصري العظيم، وجثته باقية في المتحف المصري بالجيزة يشاهدها من أراد، والشمم ظاهر فيها، وهو أنف شارلمان وشارلكان وكولمبوس وكورتس والملكة إليصابات وولنتون، فضلا عن قواد الرومان ومنهم يوليوس قيصر شكل
32
وبومبيوس وغيرهم وهم كثار.
Página desconocida