توماس مور: شاعر روائي إنكليزي، توفي سنة 1852.
الشعراء:
يغلب في الشعراء أن يكونوا عصبيي المزاج دقيقي الإحساس، ولا ينبغ الشاعر ويوفي الشاعرية حقها إلا إذا كان مزاجه عصبيا وشعوره دقيقا.
والشعر قريحة كقريحة التصوير والموسيقى، وقد ينظم غير الشاعر، ولكنه يكون ناظما لا شاعرا. ومن أمثال الرومان القدماء: «إن الشاعر من يولد شاعرا لا من يتعلم الشعر.»
ولكل شاعر قريحة في الشعر تمتاز عما للآخر، وتظهر في خلال أبياته فتدل على ناظمها، فإذا قرأت بيتا لا تعرف ناظمه يتبادر إلى ذهنك أنه يشبه نظم فلان أو فلان، وتلك قضية لا تخفى على قراء الأشعار، فإن نظم المتنبي غير نظم الفارض، ونظم هذا غير نظم البهاء زهير، وقس على ذلك منظومات الإفرنج وخصائصها، واعتبر أثر ذلك في وجوه أصحابها.
ففي شعر هوميروس حماسة وفخر ودقة في الوصف، وترى شبه ذلك في ملامح وجهه، وكان شعر فرجيل وصفيا، ولم يكن عاليا كشعر هوميروس من حيث التصور، والفرق بين الشعرين كالفرق بين الرأسين.
وكان شعر دانتي مرعبا يبعث إلى الخوف والحنان، كذلك كان وجه داتني.
وفي شعر شيلر تمثيل حياة الإنسان على اختلاف أدوارها وخصوصا من حيث الاجتماع.
وشعر بيرون أكثره غزلي عشقي، وتدل ملامحه على أنه مستغرق في عالم الخيال.
وشعر شكسبير كله تصور وعواطف وعقل، وشعر ملتن كله وصف وتقوى، وشعر بارنس اجتماعي وفيه انعطاف، وهكذا شعر مور.
Página desconocida