Ciencia de la Ética Psicológica: Principios de Filosofía Literaria
علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
Géneros
فثبوت الشر لا يتوقف على التحقيق الخارجي، بل على حكم الفرد الداخلي؛ ولذلك يشترط الناموس الأدبي أن يكون القلب أولا صالحا لكي يكون الفعل صالحا، فإذا كان القلب شريرا فلا عبرة في نجاح التحقيق أو فشله فيما إذا كان الفعل الحاصل متعمدا أو غير متعمد.
فإذا كان حامي القانون ومنفذه لم يجد إثباتا لجريمة ليأمر بالعقاب؛ فالضمير المنفذ للشريعة الأدبية هو الشاهد والقاضي والمعاقب. (2-2) الخطيئة
ظهر لك فيما تقدم أن الشر المضمر خطير الشأن كالشر الظاهر في الأفعال؛ لأن هذا صادر عن ذاك، أو أن ذاك إذا فاض تدفق في الأفعال الظاهرة، فالشر من الوجهة الأدبية، ظهر أو أخفي أو بقي في النية، إنما هو شر على كل حال. ومن قبل عهد موسى كان من يشتهي امرأة غيره أو متاعه يعد أثيما، كان كأنه زنى أو اغتصب.
مع ذلك بين الشر الذي يبقى مضمرا في النفس والشر الذي يظهر في الفعل والسلوك فرق واضح من حيث القيمة، كالفرق بين الفضيلة الكامنة في القصد الصالح والنية الحسنة، والفضيلة التي تبدو في الأفعال الصالحة. قد يتفق اثنان على سرقة منزل ويشرعان في العمل، ولكن أحدهما يتردد خوفا من الوقوع في يد القضاء ثم يعدل، والآخر يستمر في العمل إلى أن يتمكن من السرقة، فالاثنان شريران، ولكن الثاني وحده مجرم؛ لأنه نوى السرقة وارتكبها، وأما الأول فنوى ولم ينفذ.
كذلك الأمر في الفضيلة ظاهرة أو مضمرة، فقد ينوي شخصان في ظروف متماثلة أن يعملا عملين خيريين متماثلين، فأحدهما ينفذ نيته بلا تردد، والآخر يتردد ويسوف تحينا لظرف آخر أفضل. وقد يأتي الظرف الآخر أردأ، فيتعذر عليه التنفيذ. فكلاهما فاضلان؛ لأن كلا منهما نوى عملا صالحا، ولكن الأول عمل والآخر لم يعمل. (2-3) تفاوت القيمات الأدبية
فترى مما تقدم أنه لدينا أربع حالات أدبية مختلفة القيمة: (1)
شخص نوى نية صالحة ولم ينفذها. (2)
شخص نوى نية صالحة ونفذها. (3)
شخص نوى شرا ولم ينفذه. (4)
شخص نوى شرا ونفذه.
Página desconocida