(جَوَاز الحكم على الرِّجَال والأسانيد)
وَإِنَّمَا حملهمْ على ذَلِك عندنَا وَالله أعلم النَّصِيحَة للْمُسلمين لَا ظن بهم أَنهم أَرَادوا الطعْن على النَّاس أَو الْغَيْبَة إِنَّمَا أَرَادوا عندنَا أَن يبينوا ضعف هَؤُلَاءِ لكَي يعرفوا لِأَن بَعضهم من الَّذين ضعفوا كَانَ صَاحب بدعو وَبَعْضهمْ كَانَ مُتَّهمًا فِي الحَدِيث وَبَعْضهمْ كَانُوا أَصْحَاب غَفلَة وَكَثْرَة خطأ فَأَرَادَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة أَن يبينوا أَحْوَالهم شَفَقَة على الدّين وتثبيتا لِأَن الشَّهَادَة فِي الدّين أَحَق أَن يثبت فِيهَا من الشَّهَادَة فِي الْحُقُوق وَالْأَمْوَال قَالَ وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد الْقطَّان حَدثنِي أبي قَالَ سَأَلت سُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة وَمَالك بن أنس وسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الرجل تكون فِيهِ تُهْمَة أَو ضعف أشكت أَو أبين قَالُوا بَين حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع النَّيْسَابُورِي حَدثنَا يحيى بن آدم قَالَ قيل لأبي بكر بن عَيَّاش إِن أُنَاسًا يَجْلِسُونَ وَيجْلس إِلَيْهِم النَّاس وَلَا يستأهلون قَالَ فَقَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش كل من جلس جلس إِلَيْهِ النَّاس وَصَاحب السّنة إِذا مَاتَ أَحْيَا الله ذكره والمبتدع لَا يذكرهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق أخبرنَا النَّضر بن عبد الله الْأَصَم حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا عَن عَاصِم عَن بن سِيرِين قَالَ كَانَ فِي الزَّمن الأول لَا يسْأَلُون عَن الْإِسْنَاد فَلَمَّا وَقعت الْفِتْنَة سَأَلُوا عَن الْإِسْنَاد لكَي يَأْخُذُوا حَدِيث أهل السّنة ويدعوا حَدِيث أهل الْبدع حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن قَالَ سَمِعت عَبْدَانِ يَقُول قَالَ عبد الله بن الْمُبَارك الْإِسْنَاد عِنْدِي من الدّين لَوْلَا الْإِسْنَاد لقَالَ من شَاءَ مَا شَاءَ فَإِذا قيل من حَدثَك بَقِي حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ أخبرنَا حبَان بن مُوسَى قَالَ ذكر لعبد الله بن الْمُبَارك حَدِيث فَقَالَ تحْتَاج لهَذَا أر كَانَ من آجر قَالَ أَبُو عِيسَى يَعْنِي أَنه ضَعِيف إِسْنَاده حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة حَدثنَا وهب بن زَمعَة عَن عبد الله بن الْمُبَارك أَنه ترك حَدِيث الْحسن بن عمَارَة وَالْحسن بن دِينَار وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان وَعُثْمَان الْبري وروح بن مُسَافر وَأبي شيبَة الوَاسِطِيّ وَعَمْرو بن ثَابت وَأَيوب بن خوط وَأَيوب بن سُوَيْد ونضر بن طريف هُوَ أَبُو جُزْء وَالْحكم وحبِيب الحكم روى لَهُ حَدِيثا فِي كتاب الرفاق ثمَّ تَركه وَقَالَ حبيب لَا أَدْرِي قَالَ أَحْمد بن عَبدة وَسمعت عَبْدَانِ قَالَ كَانَ عبد الله بن الْمُبَارك قَرَأَ أَحَادِيث بكر بن خُنَيْس فَكَانَ أخيرا إِذا أَتَى عَلَيْهَا أعرض عَنْهَا وَكَانَ لَا يذكرهُ قَالَ أَحْمد حَدثنَا أَبُو وهب قَالَ سموا لعبد الله بن الْمُبَارك رجلا يتهم فِي الحَدِيث فَقَالَ لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنهُ قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُوسَى بن حزَام قَالَ سَمِعت يزِيد بن هَارُون يَقُول لَا يحل لأحد أَن يروي عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ الْكُوفِي حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان حَدثنَا أَبُو يحيى الْحمانِي قَالَ سَمِعت أَبَا حنيفَة يَقُول مَا رَأَيْت أحدا أكذب من جَابر الْجعْفِيّ وَلَا أفضل من عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ أَبُو عِيسَى وَسمعت الْجَارُود يَقُول سَمِعت وكيعا يَقُول لَوْلَا جَابر الْجعْفِيّ لَكَانَ أهل الْكُوفَة بِغَيْر حَدِيث وَلَوْلَا حَمَّاد لَكَانَ أهل الْكُوفَة بِغَيْر فقه قَالَ أَبُو عِيسَى وَسمعت أَحْمد بن الْحسن يَقُول كُنَّا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَذكرُوا من تجب عَلَيْهِ الْجُمُعَة فَذكرُوا فِيهِ عَن بعض أهل الْعلم من التَّابِعين وَغَيرهم فَقلت فِيهِ عَن النَّبِي ﷺ حَدِيث فَقَالَ عَن النَّبِي ﷺ قلت نعم حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن حَدثنَا حجاج بن نصير حَدثنَا الْمُبَارك بن عباد عَن عبد الله بن سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ الْجُمُعَة على من آواه اللَّيْل إِلَى أَهله قَالَ فَغَضب أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ اسْتغْفر رَبك اسْتغْفر رَبك مرَّتَيْنِ قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِنَّمَا فعل هَذَا أَحْمد بن حَنْبَل لِأَنَّهُ لم يصدق هَذَا عَن النَّبِي ﷺ لضعف إِسْنَاده لِأَنَّهُ لم يعرفهُ عَن النَّبِي ﷺ وَالْحجاج بن نصير يضعف فِي الحَدِيث وَعبد الله بن سعيد المَقْبُري ضعفه يحيى بن سعيد الْقطَّان جدا فِي الحَدِيث قَالَ أَبُو عِيسَى فَكل من روى عَنهُ حَدِيث مِمَّن يتهم أَو يضعف لِغَفْلَتِه وَكَثْرَة خطئه وَلَا يعرف ذَلِك الحَدِيث إِلَّا من حَدِيثه فَلَا يحْتَج بِهِ وَقد روى غير وَاحِد من الْأَئِمَّة عَن الضُّعَفَاء وبنيوا أَحْوَالهم للنَّاس حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْمُنْذر الْبَاهِلِيّ حَدثنَا يعلى بن عبيد قَالَ لنا سُفْيَان الثَّوْريّ اتَّقوا الْكَلْبِيّ فَقيل لَهُ فَإنَّك تروي عَنهُ قَالَ أَنا أعرف صدقه من كذبه قَالَ وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنِي يحيى بن معِين حَدثنَا عَفَّان عَن أبي عوَانَة قَالَ لما مَاتَ الْحسن الْبَصْرِيّ اشْتهيت كَلَامه فتتبعته عَن أَصْحَاب الْحسن فَأتيت بِهِ أبان بن أبي عَيَّاش فقرأه عَليّ كُله عَن الْحسن فَمَا أستحل أَن أروي عَنهُ شَيْئا قَالَ أَبُو عِيسَى قد روى عَن أبان بن أبي عَيَّاش غير وَاحِد من الْأَئِمَّة وَإِن كَانَ فِيهِ من الضعْف والغفلة مَا وَصفه أَبُو عوَانَة وَغَيره فَلَا تعْتَبر بِرِوَايَة الثِّقَات عَن النَّاس لِأَنَّهُ يروي عَن أبي سِيرِين قَالَ إِن الرجل يحدثني فَمَا أَتَّهِمهُ وَلَكِن أتهم من فَوْقه وَقد روى غير وَاحِد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن النَّبِي ﷺ كَانَ يقنت فِي وتره قبل الرُّكُوع وروى أبان بن أبي عَيَّاش عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن النَّبِي ﷺ كَانَ يقنت فِي وتره قبل الرُّكُوع هَكَذَا روى سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش وروى بَعضهم عَن أبان بن أبي عَيَّاش بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحْو هَذَا وَزَاد فِيهِ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود وأخبرتني أُمِّي أَنَّهَا باتت عِنْد النَّبِي ﷺ فرأت النَّبِي ﷺ قنت فِي وتره قبل الرُّكُوع قَالَ أَبُو عِيسَى وَأَبَان بن أبي عَيَّاش وَإِن كَانَ قد وصف بِالْعبَادَة والإجتهاد فَهَذِهِ حَاله فِي الحَدِيث وَالْقَوْم كَانُوا أَصْحَاب حفظ فَرب رجل وَإِن كَانَ صَالحا لَا يُقيم الشَّهَادَة وَلَا يحفظها فَكل من كَانَ مُتَّهمًا فِي الحَدِيث بِالْكَذِبِ أَو كَانَ مغفلا يخطىء الْكثير فَالَّذِي اخْتَارَهُ أَكثر أهل الحَدِيث من الْأَئِمَّة أَن لَا يشْتَغل بالرواية عَنهُ أَلا ترى أَن عبد الله بن الْمُبَارك حدث عَن قوم من أهل الْعلم فَلَمَّا تبين لَهُ أَمرهم ترك الرِّوَايَة عَنْهُم أَخْبرنِي مُوسَى بن حزَام قَالَ سَمِعت صَالح بن عبد الله يَقُول كُنَّا عِنْد أبي مقَاتل السَّمرقَنْدِي فَجعل يروي عَن عون بن أبي شَدَّاد الْأَحَادِيث الطوَال الَّذِي كَانَ يروي فِي وَصِيَّة لُقْمَان وَقتل سعيد بن جُبَير وَمَا أشبه هَذِه الْأَحَادِيث فَقَالَ لَهُ بن أخي أبي مقَاتل يَا عَم لَا تقل حَدثنَا عون فَإنَّك لم تسمع هَذِه الْأَشْيَاء قَالَ يَا بني هُوَ كَلَام حسن
1 / 739