La moraleja de la historia
عبرة التاريخ
Géneros
وقلدهم الأتراك، فكانت مذبحة انتهت بقتل جميع البولانديين حامية الحصن عن آخرهم، حتى قائدهم؛ فإنه أسلم الروح من يد ضابط انكشاري، ضربه ضربة فصل بها رأسه عن جسده.
وهكذا بر البولانديون بوعدهم، وقاوموا إلى النهاية؛ فذهبوا ضحية حبهم لوطنهم، يحفظ لهم التاريخ ذكرا حسنا ما كر الجديدان.
دخل أحمد كوبريلي الحصن، وأمر كشافي الجيش بالذهاب ليروا جيوش البولانديين، وهل تقدمت أم لا.
هبت ريح نقلت أنباء الحرب إلى جميع أنحاء بولاندا؛ فعلم القاصي والداني، الصغير والكبير بما آلت إليه حال مملكته، وكيف هزم الأتراك جيوشها، بل كيف يتهاون ملك بولاندا ونبلاؤها في الدفاع عن وطنهم ضد عدو مخيف كالأتراك.
فلم تصل أخبار الانتصار إلى قوزاق الأكرين حتى هبوا ثائرين سائلين الإصلاح، طالبين العدل والإنصاف، ولا غرو؛ فقد جاءت الفرصة وحان وقتها، والزمن فرص؛ إن تركت عادت غصصا.
ولغاية ذلك الوقت لم يهتم نبلاء بولاندا - بل ولا مليكها الذي كان يجب عليه أن يخاف على عرشه من الاضمحلال - أي اهتمام.
بل ولم يعقدوا مجلسا ليبحثوا عن أحسن الطرق لرد ذلك العدو الذي يتقدم باطمئنان.
ولكنهم بهذيان المحموم أمروا أن يولى على الجيش جون سوبيسكي، وأن يجمع الجيش بسرعة زائدة.
وعلى هذا الدرب سار أولو الأمر في بولاندا، فولوا جون سوبيسكي قيادة الجيش؛ لأنه رجل يحبه الشعب، ويود لو يفديه بأرواحه.
فلم يكد يصل نبأ هذا التعيين إلى المدن والقرى المجاورة حتى توافدت الجنود المنظمة، والأهالي المتطوعة، زرافات ووحدانا؛ ليكونوا تحت إمرة قائد يحبونه ويجلونه.
Página desconocida