La moraleja de la historia
عبرة التاريخ
Géneros
ندع كل ذلك ونسير بالقارئ خطوة كبيرة، نترك بها دار السعادة، ونحط برحالنا في وارسو عاصمة بولاندا وحاضرتها.
هناك بعد أن نستقبل المدينة من الجهة الشرقية شارع يقال له شارع جونسكي، إذا توسطته وجدت به بنيانا فخما، يكاد يسد منافذ القبة الزرقاء، وقد أطلق عليه ذلك الاسم الذي صدرنا به الفصل الثاني.
الديت
ففي الخامس من شهر (آب) سنة 1672 كان السائر في هذا الطريق يلفت أنظاره كثرة الازدحام حول باب الديت؛ وذلك لأن اليوم موعد انعقاد جلسة للمباحثة في تقرير ضريبة جديدة، والمناقشة فيما يتعلق بقانون جديد سينشئونه ضد قوازق الأكرين.
أما الضريبة؛ فسنعلم قريبا من أي نوع هي.
أما القانون فكان يقضي على كل قوزاقي وجد في منزله اجتماع واشتبه فيه أن يجازى بدفع غرامة لا تقل عن خمسماية روبل، وإن توانى عن الدفع فأمامه خمسة أشهر يقضيها بعيدا عن أعين إخوانه مسجونا.
وهذا هو ما كان يخرجه أولئك المستبدون من القوانين القتالة للحرية الشخصية والعمومية.
خذ بيدي - أيها القارئ الكريم - وادخل بنا إلى ذلك المجلس لترى فظائع تعصب النفس للنفس، بل لترى الأنانية، وكيف يكون مبلغها، بل لتنظر مبلغ احتقار الإنسان لأخيه الإنسان.
هناك بين أوسع قاعات المجلس قاعة تسمى قاعة الجلسات، فما وافت الساعة التاسعة صباحا حتى توافد نبلاء القوم ليقرروا القوانين ويصدقوا على المواد، ويضربوا الضرائب على شعب آن من الظلم، وبلغت شكايته عنان السماء.
انتصفت الساعة التاسعة فنادى مناد بالانتظام، فسكن الجميع وانتظروا أقوال رئيس المجلس الكونت سمولنسكي حيال هذه القوانين والضرائب.
Página desconocida