يا للكفاية المهملة حين تذار بالقول عن مرادها ... ليس هذا شأن العليم الخبير بكل شيء، ولكنه شأننا نحن ودأبنا نعتمد على المظاهر وحدها في كل حسنا وتفكيرنا، وندعي ما ليس من صنعنا، ونزعم أن ما فعله الله هو من فعلنا، أيها العزيز تقبل محاولتي، ومن السماء، لا مني، فلتجرب تجربتي، ما أنا بدجالة، ولا مدعية ما ليس لي، ولا بزاعمة شيئا أنا عنه عاجزة، ولكني أعرف ما أعتقد، وأعتقد يقينا أنني أعرف، إن فني ليس عاجزا، وإن مرضك ليس لحدود البرء متجاوزا.
الملك :
أأنت واثقة إلى هذا الحد، وفي أي فترة تؤملين لي البرء.
هيلين :
بعون الله، قبل أن تتم جياد الشمس التي تحمل مشعلها المتقد دورتها مرتين، وقبل أن تطفئ في بحر المغرب الأعظم مصباحها الناعس الخافت إطفاءتين، أو تنبئ ساعة الربان دقائقها المختلسة كيف تمضي أربعا وعشرين مرة، يزول كل ما بجسمك السليم من سقام، وتحيا الصحة فيه خلية من كل دواء، ويموت المرض موتا، وتفنى العلة فناء.
10
الملك :
وما الذي به تغامرين، إزاء هذه الثقة، وهذا اليقين؟
هيلين :
إذا لم يتحقق يقيني، فاعددني عديمة الحياء، جريئة جرأة العاهرات، معلنة العار، في أهجى القصائد والأشعار، وليبدل اسمي «العذراء»، بنقيضه في الصفات والأسماء، ولتنته حياتي بعذاب الهوان، وهو ما لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك السوء.
Página desconocida