Carlos Darwin: Su vida

Francis Darwin d. 1450 AH
146

Carlos Darwin: Su vida

تشارلز داروين: حياته

Géneros

داون، 24 فبراير [1863]

عزيزي هوكر

إنني مندهش جدا من رسالتك، وأنا لم أر عدد دورية «ذا أثنيام»، لكني أرسلت في طلبه، وربما أحصل عليه غدا، وسأقول رأيي حينئذ.

قرأت كتاب لايل. [«عصور البشر القديمة.»] يبدو لي بالتأكيد عملا مجمعا، لكن من أعلى فئة؛ لأنه يثبت صحة الحقائق الواردة فيه على الفور متى أمكن ذلك، مما يجعله يكاد يكون عملا أصليا. يبدو لي أن الفصول الجليدية هي أفضل ما فيه، وأرى بعض أجزائها رائعة. لا أستطيع إصدار حكم بشأن مسألة تطفر الإنسان إذ تلاشى عنه بريق الحداثة كله تماما. لكن المؤكد أن تجميع الأدلة خلف في ذهني تأثيرا باهرا جدا. أرى أن الفصل الذي يقارن بين اللغة وتغيرات الأنواع مبتكر للغاية ومثير جدا للاهتمام. لقد أظهر لايل براعة كبيرة في انتقاء النقاط البارزة في الحجة المؤيدة لتغير الأنواع، لكني أصبت بخيبة أمل شديدة (لا أقصد شخصيا) عندما وجدت أن افتقاره إلى الجرأة يمنعه من إصدار أي حكم ... فبناء على كل أشكال تواصلي معه، لا بد أن أثق أنه تخلى تماما عن إيمانه بعدم قابلية الأنواع للتغير، ومع ذلك، فإحدى أقوى الجمل في كتابه تنص على ما يلي تقريبا: «إذا كان ينبغي «على الإطلاق»

7

أن نؤمن بوجود أرجحية كبيرة لاحتمالية تغير الأنواع بالتباين والانتقاء الطبيعي»، إلى آخر ذلك. كنت آمل أن يوجه جمهور القراء إلى الإيمان بالفكرة بالدرجة التي بلغها هو شخصيا في الإيمان بها ... يوجد شيء واحد يشعرني بالسعادة حيال هذا الموضوع؛ أن لايل يقدر عملك حسب ما يبدو. لا بد أن جمهور القراء، أو جزءا منه، يمكن أن يدفع إلى اعتقاد أن لايل يرى أن آراءنا تحمل قدرا من الصواب نظرا إلى أنه يخصص لنا مساحة أكبر مما يخصصها للامارك. عندما قرأت فصل الدماغ، انتابني انطباع قوي بأنه، لو كان قد قال صراحة إنه يؤمن بتغير الأنواع، وإن الإنسان، بالتبعية، اشتق من أحد الحيوانات الرباعية الأيدي، كان سيصبح من المناسب جدا أن يناقش الاختلافات في أهم عضو؛ أي الدماغ، من خلال تجميع الحقائق. ومع ذلك، يبدو لي أن تركيز الفصل الأساسي منصب إلى حد ما على الرأس والكتفين. لا أرى (لكني على أي حال متحيز كفالكونر وهكسلي، أو أكثر تحيزا) أن الكتاب أشد قسوة مما ينبغي، بل أراه مكتوبا بحزم أشبه بحكم قضائي. يمكن القول بصدق إنه لا يحق له الحكم على موضوع لا يفقه عنه شيئا، لكن جامعي الحقائق لا بد أن يفعلوا ذلك إلى حد ما. (تعرف أنني أقدر جامعي الحقائق وأعتبرهم ذوي مكانة عالية؛ لأنني شخصيا واحد منهم!) لقد صدقت كلامك بحذافيره، وأطلت الكتابة للغاية. إذا تلقيت عدد دورية «ذا أثنيام» غدا، فسأضيف انطباعي عن خطاب أوين. ... سيأتي آل لايل إلى هنا مساء الأحد ليمكثوا حتى يوم الأربعاء. إن هذا مؤسف للغاية، لكن لا بد لي من القول إنني محبط جدا من أنه لم يعبر عن رأيه في مسألة الأنواع صراحة، فضلا عن تحفظه بدرجة أكبر في إبداء رأيه بشأن مسألة تطور الإنسان. الطريف في الأمر أنه يظن أنه تصرف بشجاعة شهيد من شهداء قديم الزمان. آمل أن يكون رأيي بشأن جبنه مبالغا فيه، وسأسعد «جدا» بمعرفة رأيك في هذه النقطة.

8

عندما تلقيت كتابه، قلبت صفحاته، ورأيت أنه ناقش مسألة الأنواع، وقلت إنني ظننته سيبذل أكثر مما بذلناه كلنا من أجل إقناع الجمهور باعتناق الأفكار الجديدة، والآن (وهذا يجعل الأمر أسوأ لي) يجب أن أتراجع بصراحة عما قلته. ليته لم يذكر أي كلمة عن الموضوع.

صباح الأربعاء: اطلعت على عدد دورية «ذا أثنيام». لا أظن أن لايل سيكون منزعجا جدا بقدر ما تتوقع على الإطلاق. من المؤكد أن الجملة الختامية لاذعة للغاية. لا أحد يستطيع فك طلاسم خطاب أوين سوى عالم بارع في التشريح؛ إنه على الأقل يفوق قدرتي على الاستيعاب بكثير. ... ذاكرة لايل تخونه عندما يقول إن كل علماء التشريح ذهلوا من ورقة أوين البحثية؛

9

Página desconocida