العمل على كتاب «تباين الحيوانات والنباتات تحت تأثير التدجين»
1863-1866 [كان كتاب والدي عن الحيوانات والنباتات تحت تأثير التدجين هو شغله الشاغل في عام 1863. يسجل دفتر يومياته الوقت الطويل الذي قضاه في تكوين فصوله، ويوضح المعدل الذي كان يدون به أفكاره تدوينا تاما من أجل الترتيب لطباعة الملاحظات والاستنتاجات التي توصل إليها على مر عدة سنوات.
بدأت كتابة الفصول الثلاثة المتعلقة بالوراثة في الجزء الثاني، والتي تشغل 84 صفحة مطبوعة، في يناير وانتهت في الأول من أبريل، فيما كتبت الفصول الخمسة المتعلقة بالتهجين، التي تشغل 106 صفحات، في ثمانية أسابيع، أما الفصلان المتعلقان بالانتقاء، واللذان يغطيان 57 صفحة، فبدأت كتابتهما في 16 يونيو وانتهت في 20 يوليو.
قوطع أبي في العمل أكثر من مرة بسبب سوء صحته، واضطر في شهر سبتمبر بسبب ما ثبت لاحقا أنه بداية مرض استمر ستة أشهر، إلى مغادرة منزله لتلقي العلاج المائي في مولفرن. عاد بعد ذلك في أكتوبر وظل مريضا ومكتئبا، مع أن أحد أكثر الأطباء مرحا وأمهرهم آنذاك قد أبدى رأيا متفائلا بشأن صحته. وقد أرسل خطابا بهذا المفاد إلى السير جيه دي هوكر في نوفمبر، قائلا: «كان الدكتور برينتون (الذي رشحه لي باسك) هنا؛ إنه يعتقد أن عقلي وقلبي لم يتضررا في العموم، لكن حالتي الصحية تتدهور بلا توقف، ولا يمكنني تفادي التشكك حيال ما إن كنت سأستعيد عافيتي مرة أخرى ولو بدرجة ضئيلة. إذا لم أستطع استعادتها بما يكفي لقيامي بشيء قليل من العمل، فأرجو أن يكون ما تبقى من حياتي قصيرا جدا؛ لأن الاستلقاء على الأريكة طوال اليوم وعدم فعل أي شيء سوى التسبب في العناء للزوجة الأفضل والأطيب على الإطلاق وللأطفال الأعزاء، شيء بغيض لا يطاق.»
أنجز في هذا العام أيضا أعمالا أخرى ثانوية تضمنت ورقة بحثية قصيرة في دورية «ناتشورال هيستوري ريفيو» (سلسلة جديدة، المجلد الثالث، الصفحة 115)، بعنوان «عما يسمى ب «الكيس السمعي» لدى هدابيات الأرجل»، وورقة بحثية في دورية «جيولوجيكال سوسايتيس جورنال» (المجلد التاسع عشر)، عن «سمك التكوين البامباني بالقرب من بوينوس آيريس». كانت الورقة الأولى ردا على انتقادات عالم تاريخ طبيعي ألماني يدعى كرون،
1
وهي تفيد في توضيح استعداد والدي للاعتراف بالخطأ.
بخصوص انتشار الإيمان بفكرة التطور، لم يكن ممكنا آنذاك القول بأن المعركة قد حسمت بالانتصار بعد، لكن ازدياد الإيمان بالفكرة كان سريعا بلا شك. لذا، فعلى سبيل المثال ، كتب تشارلز كينجسلي خطابا إلى إف دي موريس
2
ورد فيه: «الحالة العقلية للوسط العلمي غريبة جدا؛ داروين يغزو كل مكان، وينتشر مجتاحا كالطوفان، بقوة الحقيقة والواقع وحدها.»
Página desconocida