Charles Darwin: Su vida y cartas (Parte Uno): Con un capítulo autobiográfico por Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Géneros
ونظرا للحاجة إلى سفينة تموين مناسبة، فقد كان لا بد من إنجاز معظم العمل في قوارب صيد صغيرة ومفتوحة، وهي التي كانت ترسل من السفينة لمدة أسابيع متواصلة، وقد كان ذلك في ظروف جوية يتعرض الطاقم فيها إلى صعوبات قاسية من المطر شبه المستمر، وهو الذي كان يستمر أحيانا على مدى أسابيع متواصلة. وقد كان استكمال المعدات، من نواح أخرى، يعود بدرجة كبيرة إلى اهتمام القبطان فيتزروي بالمصلحة العامة. لقد وفر على نفقته الخاصة، حرفيا وصانع معدات ماهرا للاعتناء بأجهزة الكرونومتر. وقد كان القبطان فيتزروي يرغب في دعوة «أحد رجال العلم المثقفين» ليكون في استضافته الخاصة، لكن أحدا لم يلب هذه الدعوة الكريمة سوى والدي بشرط أن يسمح له بدفع مبلغ معقول من تكلفة مائدة القبطان، وقد كان مسجلا أيضا في سجلات الطعام الخاصة بالسفينة.
وفي خطاب إلى أخته (يوليو 1832)، يكتب ليعبر عن رضاه بأسلوب حياته في البحر: «إنني لا أعتقد بأنني قد حكيت لك من قبل عن يومي وكيف أقضيه. إننا نتناول الإفطار في الساعة الثامنة. والقاعدة التي لا تتغير هي أن ننسى جميع سلوكيات التهذيب واللياقة؛ أي ألا ننتظر بعضنا وأن نغادر على الفور حالما ننتهي من تناول الطعام، وما إلى ذلك. وحينما يكون الطقس هادئا في البحر، أعمل على الحيوانات البحرية، التي يمتلئ بها المحيط. وحين يكون البحر هائجا، فإنني أكون مصابا بالدوار أو أحاول أن أقرأ عن بعض السفريات أو الرحلات. وفي الواحدة، نتناول الغداء. من المؤسف أنكم - يا من تذهبون إلى الشواطئ - مخطئون بشأن أسلوب الحياة في السفن. إننا لم نتناول قط (ولن نتناول) لحوما مملحة على الغداء، بل نتناول الأرز والبازلاء والقرع الهندي الغربي، التي هي من الخضروات الممتازة، وذلك مع الخبز الجيد؛ من ذا الذي قد يرغب فيما هو أكثر من ذلك؟ لم يكن للقاضي ألدرسون أن يكون أكثر اعتدالا؛ إذ لا يوضع على الطاولة أي مشروب سوى الماء. في الخامسة، نتناول الشاي. يتناول الضباط المتدربون جميع وجباتهم قبلنا بساعة، ويتناول صغار الضباط وجباتهم بعدنا بساعة.»
كان طاقم سفينة «البيجل» يتألف من القبطان فيتزروي، «القائد والمسئول عن المسح»، واثنين من النقباء؛ النقيب الأول هو الراحل القبطان ويكهام حاكم كوينزلاند، وأما النقيب الثاني فهو الأميرال السير جيمس سوليفان، الحاصل على رتبة القائد الفارس. وإضافة إلى القائد وزميليه، فقد كان هناك أيضا مساعد للمسح، وهو الأميرال لورت ستوكس. وكان هناك أيضا جراح، ومساعد جراح، وضابطان بحريان متدربان، وضابط بحري كبير، ومتطوع (درجة أولى)، ومحاسب، ونجار، وكاتب موظف، ورئيس للبحارة، وثمانية من جنود البحرية، وأربعة وثلاثون بحارا، وستة صبيان.
لا يوجد الآن (عام 1882) الكثير من زملاء أبي القدامى في السفينة ممن لا يزالون على قيد الحياة. ومن الذين ما زالوا أحياء الأميرال مليرش والسيد هاموند والسيد فيليب كينج من المجلس التشريعي لسيدني والسيد أوزبورن. وقد مات الأميرال جونسون في الوقت نفسه الذي مات فيه أبي تقريبا.
لقد ظل يحتفظ حتى النهاية بأجمل الذكريات عن رحلة «البيجل»، وعن الأصدقاء الذين تعرف إليهم على متنها. لقد ألف أبناؤه أسماءهم من كثرة ما سمعوا منه من قصص الرحلة، وقد شعرنا بصداقته للعديد منهم، الذين لم يكونوا لنا سوى أسماء ليس إلا.
ومن بواعث السرور أن نعرف كيف أن أصدقاءه القدامى يتذكرونه بكل ود.
لقد ظل السير جيمس سوليفان أحد الأصدقاء المقربين لوالدي وأكثرهم إخلاصا على مدى حياته، وهو يكتب: «يمكنني أن أقول بكل ثقة بأنه على مدى السنوات الخمس في «البيجل » لم يعرف عنه قط أنه قد خرج عن شعوره، أو قال أي كلمة قاسية أو متعجلة إلى أي شخص أو عنه؛ ولهذا، يمكنك أن تفهم على الفور كيف أن مثل هذا السلوك، إضافة إلى إعجابنا بطاقته وقدراته، قد أدى بنا إلى أن نطلق عليه اسم «الفيلسوف الكبير العزيز».» ويكتب لي الأميرال مليرش قائلا: «ما زلت أرى صورة والدك في عقلي بكل وضوح، كما لو أنني كنت معه في «البيجل» قبل أسبوع فحسب؛ فلا يمكن لأي أحد قد رأى ابتسامته وسمع كلامه الودود أن ينساهما. لقد بعثت مرتين أو ثلاث مرات على قارب معه في بعض جولاته العلمية، وكنت أتطلع دائما إلى هذه الرحلات بسرور كبير، وهي أمنية كانت تتحقق دائما، بخلاف الكثير مما عداها. أعتقد أنه الرجل الوحيد الذي عرفته ولم أسمع كلمة واحدة ضده، وإن قولي ذلك ليس بالهين على الإطلاق؛ إذ يصبح الناس أكثر عرضة للشجار حين يبقون منعزلين في سفينة على مدى خمسة أعوام. لا شك بأننا كنا دائما نجتهد في العمل؛ فما كان لدينا وقت للشجار، لكن حتى وإن كنا قد فعلنا ذلك، فإنني أثق بأن والدك كان سيحاول أن يهدئ الأمور فيما بيننا (وأنه كان سينجح في ذلك).»
ويتحدث الأميرال ستوكس والسيد كينج والسيد أوزبورن والسيد هاموند جميعهم عن صداقتهم مع والدي بهذه الطريقة الودودة نفسها.
وتمنحنا خطاباته فكرة عن حياته على متن السفينة أو على الشواطئ التي كانوا يحلون بها. كان القبطان فيتزروي ضابطا صارما، وقد فرض على الجميع احترامه، سواء أكانوا من الضباط أم من الرجال المدنيين. وقد كانوا يتحملون ما يصدر منه أحيانا من حدة في التعامل؛ إذ كان الجميع يعرفون أن الأولوية لديه للواجب دائما، وأنه كان سيضحي بأي شيء في سبيل المصلحة الحقيقية للسفينة. ويكتب أبي في يوليو من عام 1834: «إننا جميعا نتوافق معا بنحو جيد للغاية؛ فما من شجار على متن السفينة، وهو أمر عظيم. والقبطان يحافظ على سلاسة الأمور؛ إذ لا يوبخ أيا منا إلا على انفراد.» إن أفضل برهان على أن فيتزروي كان قائدا جيدا يتضح في حقيقة أن عددا كبيرا
1
Página desconocida